Documentos de Académico
Documentos de Profesional
Documentos de Cultura
p7 en
p7 en
الدرس السابع
كيفية عالج االختالف ،وما ينبغي له تقديمه من وجوه الجمع أو أسباب االختالف على
.غيره
فإن بعض الوجوه المذكورة في بعض الكتب المشار إليها تبرّعية وليست عرفية أضف إلى ذلك ّ
والصحيح عندنا هو إبداء وجه عرفي للجمع بينها ،أو ذكر الشواهد والقرائن الدالّة عليه بحيث لو التفت
إليها العرف اآلمن بها مع األخذ بنظر االعتبار
مناهج المحدثين في التحديث ،وقيمة الكتاب أو الكتب التي روت هذه الروايات .ونحن نحاول في
المقام عالج االختالف بين األحاديث من خالل رسم طريق ومنهج للباحث ،يتمكن من
:خالله عالج االختالف بوجه مرضي ،وهذا ما يتحقق باتصاف البحث باألمرين التاليتين
.١هذه القرائن تستنبط من جملة أمور؛ منها :لفظ الحديث ،والجانب التاريخي للحديث ،ومدى انسجام
مضمون الروايتين مع الواقع االجتماعي ،وعوامل النقل ،واألرضية التي صدرت فيها األحاديث؛ من األقوال الفقهية
والعقيدية السائدة في زمان صدور النص ،وخصوصيات رواة هذه األخبار ،واإلمام أو األئمة الذين رويت عنهم
الروايات المختلفة ،وفهم الفقهاء والمحدثين لهذه الروايات .وكل مـا لـه دخــل في فهم الروايات فهما ً صحيحا ً وموافقا ً
.لألجواء التي صدرت فيها
إن البحث في اختالف الحديث ووجه الجمع بين األحاديث المختلفة متفرع عن ثب55وت الح ديثين، ّ
وعليه فالبد من االطمئنان من صدورهما أوالً ،ثم السعي لعالج االختالف بينهما .وبعب ارة أخ رى
علينا إثبات أنهما حديثين أوالً ،ث ّم البحث في رفع اختالفهما ،كما
».قيل« :العرش ث ّم النقش
إيضاح ذلك :إن االختالف بين األحاديث قد يكون ناجما ً عن عدم حجيـة أحـد النصين؛ إما لكونه
مختلقا ً وموضوعا ً على المعصوم ـ وهـو مـا أشار إلـيـه أمـيـر المؤمنين له بقولهَ « :و قَد ُك ِذ َ
ب
علَى َع ْه ِد ِه َحتَّى قَا َم َخطيباً ،فَقَا َل :أيُّها النّاسُ قَد َكثُ َرت َعلَ َّ
ي ال َك َذا َب ُة ،فَ َمن َك َذ َ
ب َعلَى َرسُو ِل هللاِ َ
ي ُمتَ َع ِّمداً فَلَيَتَبَوْ ا َم ْق َع َدهُ م َِن النّار ،ث ّم
َعلَ َّ
ُك ِذ َ
ب َعلَي ِه ِمن بَع ِد ِه» -وإمّا لعدم إمكان نسبته
للمعصوم؛ لعدم الوثوق بصدوره عنه .فالخطوة
األولى في طريق عالج االختالف هي إثبات صدور
الحديثين ،وحجيتهما معاً ،وإاّل فلو بذلنا الجهد في
بيان وجه للجمع بين حديث مكذوب على النبي أو
مكذوب على أهل البيت وبين حديث صادر عنهمّ ،
فإن هذا
الوجه ال يغنينا شيئاً ،بل يزيدنا بعداً عن الصواب؛ ّ
ألن
الهدف من الجمع بين األحاديث هو التعرف على
المراد الجدي للمعصوم ،والعمل على ضوئه ،وهذا ما
يستدعي ثبوتهمـا معـاً؛ كـي يمكن إسناد النتيجة الحاصلة
من جمعهما إلى المعصوم ،والعمل على ضوئها .وإال
فلو لم تثبت حجية الروايتين معا ً فال يمكن اسناد
النتيجة تابعة ألخس المقدمات( النتيجة للمعصوم ؛ ألن
)۲دراسة عوامل نقل الحديث
بعد ثبوت صدور الحديثين تصل النوبة إلى إثبات صحة متنهما قبل البحث في معناهما
ووجه الجمع بينهما؛ فهناك جملة من االختالفات ال ترجع إلى المعصوم ،وإنمـا ترجع إلى رواة الحديث
«و َرج ٍُل َس ِم َع ِمن َرسُو ِل هللا َشيْئا ً لَم يَح ِملهُ َعلَى وناقليه ،وهو ما أشار إليه أمير المؤمنين بقولهَ :
َوجْ ِه ِهَ ،و َو ِه َم فِي ِهَ ،و َلم يَتَ َع َّمد َك ِذبا ً فَهُ َو فِي يَ ِد ِه يَقُو ُل بِ ِهَ ،ويَع َم ُل ِب ِهَ ،ويَروي ِه ،فَيَقُولُ :أنا
ضهُ ون َأنّه َو ِه َم لَم يَقبَلُوهَُ ،ولَو َعلِ َم هُ َو أنّه َو ِه َم لَ َرفَ َ
َ ».س ِمعتُهُ ِمن َرسُو ِل هللاِ ،فَلَو َعلِ َم ال ُمسلِ ُم َ
وينبغي أن يؤخذ بنظر االعتبار ك ّل ما له دخل في نقل الحديث كالكتابة وما يعرضها ،وخاصة بعد
هذا الفاصل الزمني الطويل ،حيث يفصلنا عن زمان صدور الحديث أكثر من اثني عشر قرناً ،وهذا
.الفاصل الزمني الطويل ترك أثره على الحديث في بعض المجاالت مما أ ّدى إلى اختالف الحديث أحيانا ً
ذكرت الروايات أسبابا ً عديدة ترجع إلى مراعاة بعض المصالح؛ إما في أنحاء البيان ـ بأن
تبيّن المسألة .لة بنحو بحيث يكون ظاهرها غير الحكم الواقعي ،وهو المس ّمى بالتقية -أو
مراحل عالج االختالف
۱۰۹
أو العموم و الخصوص ونظائرهما .أو يلحظ تح ّمل المخاطب المصلحة في التقنين؛ كما في النسخ،
للمعارف فتبيّن له القضايا بنحو يختلف عن بيانها لآلخرين .فالبد أن تؤخذ
.١الكافي :ج ١ص ٦٩ح ، ۲وسائل الشيعة :ج ٢٧ص ١١٠ح ٣٣٣٤٤باب وجوه الجمع بين
األحاديث
.المختلفة
11.
رسول هللا ،فهذا الحديث ال يخالف الحديث الذي له شاهد من الكتاب ومن قول
رسول هللا هللا ،وإنما يؤخذ بالذي له شاهد ،ويطرح اآلخر .بل ورد في العديد
من الروايات أن الخبر المخالف للقرآن ليس صادراً عن أهل
:البيت ،فروى البرقي في المحاسن
عن أبي أيوب المدائني ،عن ابن أبي عمير ،عن الهشامين جميعاً ،وغيرهما،
ب النَّبِ ُّي فَقا َل َ :أيُّهَا النَّاسُ َ ،ما َجا َء ُكم َعنِّي يُوافِ ُ
ق قالَ :خطَ َ
رآن فَلَم َأقُلهُ تاب هللا فََأنا قُلتُهُ ،وما جا َء ُكم يُخالِ ُ
ف القُ َ ِ .ك َ
:وروى العياشي في تفسيره
.١المحاسن :ج ۱ص ۲۲۱ح ،۱۳۰بحار األنوار :ج ۲ص ٢٤٢ح ۳۹باب علل اختالف
األخبار وكيفية
...».الجمع بينها
.تفسير العياشي :ج ۱ص ۸ح ،۳بحار األنوار :ج ٢ص ٢٤٤ح . ٥٠
.رجال الكشي :ص ٥٤٩ - ٣٠٥ما روي في محمد بن أبي زينب) ،مستدرك الوسائل :ج ٩ص ٩٠ح١٠٣٠٦
Stages of Treatment of difference
:وفيه أيضا ً
111
١اختلف المح ّدثون في منهج الجمع بين األحاديث المختلفة ،والصحيح عندنا هو .
إبداء وجه عرفي للجمع بينها ،أو ذكر الشواهد والقرائن الدالة عليه بحيث لو
.التفت إليها العرف اآلمن بها ،دون تأويل الحديث