Documentos de Académico
Documentos de Profesional
Documentos de Cultura
- 1اَلْحَدِيثُ اَلصّحِيحُ
شذُو ِذ وَاْلعِلّ ِة َ ،وفِيهِ نَ َظرٌ َعلَى ُمقْتَضَى نَ َظرِ َالْ ُف َقهَاءِ َ ،فِإنّ كَِثيًا مِنْ َالْ ِعلَلِ َيأَْبوَْنهَا .
حدِيثِ سَلمَتَهُ مِنْ اَل ّ
َوزَادَ أَهْلُ َاْل َ
َأ ْو مَْنصُورٌ ،عَ ْن إِبْرَاهِيمَ ،عَنْ َعلْ َقمَةَ ،عَنْ عَْبدِ اَللّهِ .
َأوْ أَبُو َبكْ ِر بْنُ عَيّاشٍ عَنْ َأبِي ِإ ْسحَاقَ عَ ْن َالْبَرَاءِ .
َأوْ َاْلعَل ِء بْنُ عَْبدِ اَلرّ ْحمَنِ ،عَنْ أَبِيهِ ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَ َة .
ب َ ,فقَالَ اْلخَطّاِب ّي -رَ ِحمَهُ اَللّهُُ -ه َو مَا عُ ِرفَ َمخْرَجُ ُه وَاشَْتهَ َر رِجَالُهُ َ ,و َعلَيْهِ َمدَارُ أَكْثَ ِر َاْلحَدِيثِ , َوفِي َتحْرِي ِر َمعْنَاهُ اِضْطِرَا ٌ
وَ ُهوَ َاّلذِي َيقْبَلُهُ َأكْثَرُ َاْلعَُلمَا ِء ,وََيسْتَ ْع ِملُهُ عَامّةُ َالْ ُف َقهَاءِ .
صحِيحِ
صحِيحُ يَنْطَبِقُ َذلِكَ َعلَيْهِ أَْيضًا َلكِ ّن مُرَادَ ُه مِمّا َلمْ يَْبُلغْ َدرَجَةَ اَل ّ
حدُو ِد وَالّتعْرِيفَاتِ إِذْ اَل ّ
ستْ َعلَى صِنَاعَةِ َاْل ُ
وَ َهذِهِ عِبَارَةٌَ لَْي َ
.
صحّ ِة .
حسَنُ مَا ِارَْتقَى عَنْ َدرَجَةِ اَلضّعِيفَِ ,وَلمْ يَْبلُغْ َدرَجَةَ اَل ّ
فََأقُولُ َاْل َ
صحِي ِح .
سمِ اَل ّ
ضعْفِ اَل ّروَا ِة َ .ف ُهوَ حِيَنِئذٍ دَاخِ ٌل فِي ِق ْ
حسَنُ مَا َسِلمَ مِنْ َ
وإن شئت قلت َ :اْل َ
سَلمَ
سَلمَ رَاوِي ِه مِنْ َأنْ َيكُونَ مُّت َهمًا َ ,وَأنْ َي ْ
حسَنِ ،وَذَكَ َر أَنّ ُه يُرِيدُ ِبهِ َأنْ َي ْ
وََأمّا اَلتّ ْر ِمذِيّ َف ُهوَ َأوّ ُل مَنْ خَصّ َهذَا اَلّنوْع بِا ْسمِ َاْل َ
حوُ ُه مِنْ َغيْرِ َوجْهٍ .
شذُو ِذ ,وََأنْ ُي ْروَى َن ْ مِنْ اَل ّ
وَ َهذَا ُمشْكِلٌ أَْيضًا َعلَى مَا َيقُو ُل فِيهِ َحسَنٌ غَرِيبٌ ل َنعْ ِرفُهُ إِل مِنْ َهذَا َاْلوَجْهِ .
أحدها :ما ل يلو سنده من مستور ل تتحقق أهليته ،لكنه غي ُمغَفّل ول خطّاء ول متّهم ،ويكون الت مع ذلك عرف
مثله أو نوه من وجه آخر اعتضد به .
وثانيهما :أن يكون راوية مشهورًا بالصدق والمانة ،لكنه ل يبلغ درجة رجال الصحيح ،لقصوره عنهم ف الفظ
والتقان ،وهو مع ذلك يرتفع حال من ُي َعدّ تفرّدُه منكرًا ،مع عدم الشذوذ والعلة .
ت.
َف َهذَا َعلَيْهِ ُمؤَا َخذَا ٌ
ك بَِأمِْثلَةٍ .
صحِي ِح َ ,وسَيَ ْظهَرُ لَ َ
حسَنَ مَا َقصُرَ سََندُهُ َقلِيلً عَ ْن رُتْبَةِ اَل ّ
َوَقدْ ُق ْلتُ لَكَ ِ :إنّ َاْل َ
ك َ ،ف َكمْ مِنْ َحدِيثٍ تَ َردّدَ فِي ِه س مِنْ َذلِ َحسَا ِن فِيهَا ,فَأَنَا َعلَى إِيَا ٍ حسَنِ قَا ِعدَةً تَْن َد ِرجُ كُلّ ا َلحَادِيثِ َاْل ِ ُثمّ ل تَ ْط َمعُ بَِأ ّن لِ ْل َ
صحّةِ ، صفُهُ بِال ّ
حدِيثِ َاْلوَا ِحدِ ,فََي ْومًا َي ِ
صحِيحٌ ? بَ ِل َاْلحَافِظُ َاْلوَا ِح ُد يََتغَيّرُ اِ ْجِتهَادُهُ فِي َاْل َضعِيفٌ َأوْ َ َاْلحُفّاظُ ,هَ ْل ُهوَ َحسَنٌ َأوْ َ
حسْنِ َ ,ولَرُّبمَا اسَْتضْ َعفَهُ . وََي ْومًا َيصِفُ ُه بِاْل ُ
حسَنُ
ض ْعفٌ مَا ,إِذْ َاْل َ
صحِيحِ ,فَِب َهذَا اَلعْتِبَا ِر فِيهِ َ
حسَنَ َيسَْتضْ ِعفُهُ َاْلحَافِظُ عَنْ َأنْ يُ َرقَّيهُ ِإلَى رُتْبَةِ اَل ّ
حدِيثَ َاْل َ وَ َهذَا حَ ّق ,فَِإنّ َاْل َ
ك لَصَ ّح بِاّتفَاقٍ . ف مَا َوَلوْ اِْنفَكّ عَنْ َذلِ َ ضعْ ٍ ل َيْنفَكّ عَنْ َ
سمْتَيْنِ
جمْ ِع بَيْ َن ال ّ
صحِيحِ َففِي َاْل َ
حسَنَ قَاصِرٌ عَنْ اَل ّ
صحِيحٌ ) َ ،علَيْهِ ِإ ْشكَالٌ ِ ،بَأنّ َاْل َ
َوَقوْلُ اَلتّرْ ِمذِيّ ( َهذَا َحدِيثٌ َحسَنٌ َ
حدِيثٍ وَا ِحدٍ ُمجَاذَبَ ٌة .ِل َ
صحِيحٍ،
ك رَا ِجعٌ ِإلَى ا ِلسْنَادِ ,فََيكُونُ َق ْد ُروِيَ بِِإسْنَادٍ َحسَنٍ ,وَبِِإسْنَادٍ َشيْءٍ ل يَْنهَضُ َأَبدًا َ ,و ُهوَ َأنّ َذلِ َ
وَأُجِيبُ عَنْ َهذَا ِب َ
جوَابُ . صحِيحٌ ،ل َنعْ ِرفُهُ إِل مِنْ َهذَا َاْلوَجْهِ ,لِبَطَلَ َهذَا َاْل َ
وَحِيَنِئذٍ َلوْ قِيلَ َ :حسَنٌ َ
صحِي ٌح ل
صحِيحٌ َ .فكَْيفَ َاْل َعمَلُ فِي َحدِيثٍ َيقُولُ فِيهِ َ :حسَنٌ َ وَ َحقِيقَةُ َذلِكَ َأ ْن لَوْ كَانَ َك َذلِكَ َأنْ ُيقَالَ َ :حدِيثٌ َحسَنٌ وَ َ
ك بِِإسْنَادَيْ ِن .
َنعْ ِرفُهُ إِل مِنْ َهذَا َاْلوَجْهِ ؟ َف َهذَا يُبْطِ ُل َقوْلَ مَ ْن قَالَ َ :أ ْن َيكُونَ َذلِ َ
ظ وَالِْتقَانِ .
حفْ ِ
ظ وَاْل ِ
ق َبعْضٍ ,كَالتّيَقّ ِ
ضهَا َف ْو َ
ت َتقْتَضِي قَبُولَ اَل ّروَايَةِ َ ,ولِِتلْكَ اَلصّفَاتِ َدرَجَاتٌ َب ْع ُ
صفَا ٌ
ُثمّ قَالَ َ :فلِل ّروَاةِ ِ
ُقلْتُ :
فَأَ ْعلَى مَرَاِتبِ َاْلحَسَنِ َ :بهْزُ بْ ُن َحكِيمٍ ,عَ ْن أَبِيهِ ,عَنْ َجدّهِ .
ص ِم بْنِ
حدِيثِ َاْلحَارِثِ بْ ِن عَْبدِ اَللّ ِه وَعَا ِ
ض ّعفُوَنهَا َ ,ك َ
حسّنُوَنهَا ,وَآخَرُونَ ُي َ
ض ُهمْ ُي َع فِيهَا َ ,بعْ ُ
ُثمّ َب ْعدَ َذلِكَ َأمِْثلَةٌ كَِثيَ ٌة يُتَنَازَ ُ
سمْحِ ,وَ َخلْ ٍق ِسوَا ُهمْ .
ف وَ َدرّاجٍ أَبِي اَل ّ
ضمُرَ َة ,وَ َحجّاجِ ابْ ِن َأرْطَاةَ ,و ُخصَيْ ٍ َ
ضعِيفُ
- 3اَل ّ
ضعِيفِ .
خلْقٌ كَثِ ٌي مِنْ َاْلمُتَ َوسّطَيْ ِن فِي اَل ّروَايَ ِة ِب َهذِهِ َاْلمَثَابَ ِة ,فَآخِرُ مَرَاِتبِ َاْلحَسَنِ ِهيَ َأوّ ُل مَرَاِتبِ اَل ّ
وَبِل رَْيبَ َف َ
ضعِيفَ َاّلذِي فِي "اَلسّنَنِ" َوفِي ُكُتبِ َاْل ُف َقهَاءِ َ ,و ُروَاته لَْيسُوا بِاْلمَتْرُو ِكيَ ,كَابْ ِن َلهِيعَةً ,وَعَْبدِاَلرّ ْحمَ ِن بْ ِن زَْيدِ بْنِ َأعْنِي :اَل ّ
ج بْ ِن َفضَالَةَ ,و ِرشْدِين وَ َخلْقٍ كَثِيٍ . صيّ َ ,وفَ َر ِ
حمْ ِ
َأ ْسلَ َم ,وَأَبِي َبكْرِ ابْنِ َأبِي مَرَْيمَ اْل ِ
-4اَْلمَ ْطرُوحُ
ضعِيفِ .
مَا اِْنحَطّ عَ ْن رُتْبَةِ اَل ّ
وَيُ ْروَى فِي َبعْضِ َاْلمَسَانِيدِ اَل ّطوَا ِل َوفِي الَجْزَاءِ ,بَ ْل َوفِي "سُنَنِ اِبْ ِن مَاجَهْ" وَ"جَا ِمعِ َأبِي عِيسَى" .
ب وَالتّرْهِيبِ َ ,أ ْو َفِلكَثْرَةِ ُممَارَسَِت ِهمْ لِللْفَاظِ النَّبوِيّ ِة إِذَا جَاءَ ُهمْ َلفْظٌ رَكِيكٌ أَعْنِي ُمخَالِفًا ِللْ َقوَا ِعدِ َ ,أ ْو فِيهِ اْل ُمجَا َزفَةُ فِي التّرْغِي ِ
ح ُكمُو َن بَِأنّ َهذَا ُمخْتَلَ ٌق مَا قَالَهُ
ب َأوْ وَضّاعٌ ,فََي ْ شمْسِ فِي أَثْنَائِ ِه رَجُلٌ َكذّا ٌ اْل َفضَائِلِ َ ,وكَانَ بِِإسْنَا ٍد مُظِْلمٍ َ ,أوْ ِإسْنَا ٍد ُمضِيءٍ كَال ّ
َرسُولُ اللّ ِه rوَتََتوَاطَأُ َأ ْقوَاُلهُ ْم فِيهِ َعلَى َشيْ ٍء وَا ِحدٍ .
ضعِ فِي رَدّهِ لَيْسَ ِبقَا ِطعٍ فِي َكوْنِ ِه َموْضُوعًا ; ِلجَوَازِ َأنْ َي ْكذِبَ فِي ا ِلقْرَارِ .
َوقَا َل شَْيخُنَا ابْنُ َدقِيقِ اْلعِيدِ ِإقْرَارُ الرّاوِي بِاْلوَ ْ
جوِي ِز وَالحِْتمَالِ الَْبعِيدِ َل َوقَعْنَا فِي اْل َو ْس َوسَةِ وَالسّ ْفسَطَةِ .
ُقلْتُ َ :هذَا فِي ِه َبعْضُ مَا فِي ِه ,وََنحْ ُن َلوْ افْتََتحْنَا بَابَ الّت ْ
نعم كث ٌي من الحاديث الت ُو ِسمَتْ بالوضع ،ل دلي َل على وضعها َ ،كمَا َأنّ كَِثيًا مِنْ اْل َموْضُوعَاتِ ل نَرْتَابُ فِي َكوِْنهَا
َموْضُوعَةً .
-6اَْل ُمرْسَلُ
صحَاِبيّ مِنْ ِإسْنَادِهِ فََيقُولُ اَلتّاِب ِعيّ قَالَ َرسُولُ اَللّهِ . r
َعَلمٌ َعلَى مَا َسقَطَ ذِكْرُ اَل ّ
ق.
وَ :مُ ْرسَ ُل مَسْرُو ٍ
حيّ .
وَ :مُ ْرسَ ُل الصّنَاِب ِ
فَِإنّ َالْمُ ْرسَلَ إِذَا صَحّ ِإلَى تَاِب ِعيّ كَبِ ٍي َ ,ف ُهوَ ُحجّ ٌة عِْندَ َخلْ ٍق مِنْ َالْ ُف َقهَاءِ .
َن َعمْ وَِإنْ صَحّ ا ِلسْنَادُ ِإلَى تَاِب ِعيّ مَُت َوسّطِ اَلطَّبقَةِ َ ،كمَرَاسِي ِل ُمجَا ِه ٍد ,وَإِبْرَاهِي َم وَالشّعِْبيّ َ ,ف ُه َو مُ ْرسَلٌ جَّيدٌ ,ل َب ْأسَ بِهِ َ ,يقَْبلُهُ
َق ْومٌ وَيَرُدّ ُه آخَرُونَ .
صحَاِبيّ ,
ت َهؤُلءِ عَ ْن تَاِب ِعيّ كَبِيٍ ,عَنْ َ
ت ,فَِإنّ غَاِلبَ ِروَايَا ِ
ت َومُنْقَ ِطعَا ٍ
ي َي ُعدّونَ مَرَاسِيلَ َهؤُل ِء مُ ْعضَل ٍ ح ّققِ َ وَغَاَلبُ َالْ ُم َ
فَالظّ ّن ِبمُ ْر ِسلِهِ أَنّهُ َأ ْسقَطَ مِنْ ِإسْنَادِهِ اِثْنَيْ ِن .
- 7ا ُل ْعضَلُ
ك :بَلغَنِي أ ّن رسولَ ال صلى ال عليه وسلم قال :كذا وكذا .فإ ّن مالكا متثّبتٌ ،فلعلّ بلغاتهِ
وأجوَدُ ذلك ما قال فيه مال ُ
أقوى من مراسَيل مِثل ُحمَيد ،و قتادة .
- 9اَلْ َم ْوقُوفُ
- 12اَلْ ُمسْنَدُ
َوقِيلَ َ :يدْخُ ُل فِي َاْل ُمسَْندِ كُ ّل مَا ذُكِ َر فِيهِ اَلنِّب ّي rوَِإنْ كَا َن فِي أَثْنَا ِء سََندِهِ اِْنقِطَاعٌ .
-13اَلشّاذّ
ُه َو مَا خَاَلفَ رَاوِيهِ اَلّثقَاتِ َأ ْو مَا اِْنفَرَ َد بِ ِه مَنْ ل َيحَْتمِلُ حَالُ ُه قَبُو َل َتفَرّدِهِ .
-14اَلْمُْن َكرُ
ق مُْنكَرًا .
ضعِيفُ بِ ِه َ ,وَقدْ ُي َع ّد مُفْرَدُ اَلصّدُو ِ
وَ ُه َو مَا اِْنفَرَدَ اَلرّاوِي اَل ّ
-15اَْل َغرِيبُ
شهُورِ .
ضدّ َاْلمَ ْ
ِ
وَاْلغَرِيبُ صَا ِدقٌ َعلَى مَا صَ ّح ,وَ َعلَى مَا َلمْ َيصِ ّح ,وَالّتفَرّدُ َيكُونُ ِلمَا اْنفَرَ َد بِهِ اَلرّاوِي ِإسْنَادًا َأوْ مِتْنَا ،وََيكُونُ ِلمَا َتفَرّ َد بِهِ عَنْ
شَيْ ٍخ ُمعَيّنٍ َ ,كمَا ُيقَالُ َلمْ َي ْروِهِ عَ ْن ُسفْيَانَ إِل اِبْنُ َم ْهدِيّ َ ,وَلمْ يَ ْروِهِ عَ ْن اِبْنِ جُرَيْ ٍج إِل ابْنُ َاْلمُبَا َركِ .
سلْسَلُ
-16اَلْمُ َ
شقِّييَ ,
س ْلسَلُ بِال ّدمَ ْ
ف ,وَاْلمُ َ
سلْسَ ُل ِبقِرَاءَ ِة سُورَةِ اَلصّ ّ
ب رُوَاِتهَا َوَأ ْقوَاهَا َاْلمُ َ
ت وَا ِهيَةٌ َ ,وأَكْثَرُهَا بَاطِلَ ٌة ; ِل َكذِ ِ
س ْلسَل ِ
وَعَامّةُ َاْلمُ َ
ب. حمّدِينَ ِإلَى اِبْ ِن ِشهَا ٍسلْسَ ُل بِاْل ُم َ
سلْسَ ُل بِاْلمِصْرِّييَ ,وَالْ ُم َ
وَاْل ُم َ
-17اْل ُمعَْنعَنُ
َفمِنْ اَلنّاسِ مَنْ قَالَ ل يُثَّبتُ حَتّى َيصِ ّح ِلقَاءُ اَلرّاوِي ِبشَْيخِ ِه َي ْومًا مَا َ ,ومِْن ُهمْ مَنْ اِكَْتفَى ِب ُمجَرّدِ ِإ ْمكَانَ اَلّلقِ ّي ,وَ ُهوَ َمذْ َهبُ
سلِ ٍم َ ,وَقدْ بَاَلغَ فِي اَلرّدّ َعلَى ُمخَاِلفِهِ .
ُم ْ
ُثمّ ِبَتقْدِير تََيقّنِ اَللّقَاءِ َ ,يشْتَرِطُ َأنْ ل َيكُونَ اَلرّاوِي عَ ْن شَْيخِ ِه ُمدَّلسًا فَِإ ْن لَ ْم َيكُنْ َح َملْنَاهُ َعلَى اَلّتصَالِ فَِإنْ كَا َن مُ َدّلسًا
سمَاعِ . حمَلُ َعلَى اَل ّ فَا َل ْظهَرُ َأنّهُ ل َي ْ
ت فَل َب ْأسَ ,وَِإنْ كَانَ ذَا َت ْدلِيسٍ عَنْ اَلضّ َعفَاءِ َفمَرْدُودٌ .
ُثمّ ِإنْ كَانَ َالْ ُم َدلّسُ عَ ْن شَْيخِهِ ذَا َتدْلِيسٍ عَنِ اَلّثقَا ِ
ك الَِئمّةَ كَالُْبخَارِيّ َوأَبِي حَاِت ٍم وَأَبِي دَاوُدَ ,عَاَينُوا اَلصُولَ ,وَعَ َرفُوا ث ,فَِإنّ أُولَئِ َحدّ ِ وَ َهذَا فِي َزمَانَنَا َي ْعسُرَ َن ْقدُهُ َعلَى َاْل ُم َ
حوِهِ َدخَلَ اَلدّخَلُ َعلَى َاْلحَا ِك ِم فِي َتصَ ّرفِهِ فِي
ِعلََلهَا ,وََأمّا َنحْنُ فَطَالَتْ َعلَيْنَا ا َلسَانِيدُ َ ,وُف ِقدَتِ َاْلعِبَارَاتُ َاْلمُتََيقّنَةُ ,وَِبمِثْلِ َهذَا وََن ْ
"َاْلمُسَْت ْدرَكِ" .
- 18اَلْمُـدَّلسُ
ك ,وَنَظَ َر فِي طََبقَتِهِ هَلْ ُيدْ ِركُ مَنْ ُه َو َف ْوقَهُ ? فَِإنْ ب ,وَِإ ْن قَالَ عَنْ ,اِحَْتمَلَ َذلِ َح بِالّتصَا ِل َوقَالَ َحدّثَنَا َ ,ف َهذَا َكذّا ٌ فَِإنْ صَ ّر َ
كَانَ َلقِيَهُ َف َقدْ قَ ّررْنَا ُه ,وَِإ ْن لَ ْم َيكُنْ َلقِيَ ُه فََأ ْمكَنَ َأنْ َيكُونَ ُمعَاصِرَهُ َ ,ف ُه َو َمحَلّ تَرَدّ ٍد َ ,وِإنْ َلمْ ُي ْمكِ ْن َفمُنْقَ ِطعٌ َ ,كقَتَادَةَ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ .
وَ ُح ْكمُ "قَالَ" ُح ْكمُ "عَنْ"َ ,وَل ُهمْ فِي َذلِكَ َأغْرَاضٌ .
سمّيَ اَلشّيْ َخ مَرّةً ,وَُيكَنّيَهُ ُأخْرَى ,وَيَْنسُبَهُ ِإلَى صَْنعَةٍ َأ ْو َبلَدٍ ل َيكَادُ وَِإنْ َف َعلَهُ َطلَبًا لِ ْلعُُل ّو َفقَطْ َ ,أوْ إِيهَامًا بَِتكِْثيِ اَلشّيُوخِ بَِأ ْن ُي َ
صدُ بِ ِه مَنْ ُيَبخّرُ اَلنّاسَ َ ,أوْ َ :حدّثَنَا َعِليّ ِبمَا َورَاءَ اَلّنهْرِ ,وََتعْنِي ِبهِ ُيعْ َرفُ بِهِ َوَأمْثَالِ َذلِكَ َ ,كمَا َتقُولُ َ :حدّثَنَا َالُْبخَارِيّ ,وََت ْق ِ
ع تَرْكُهُ . ضعًا بقُوصَ َ ،أوْ َ :حدّثَنَا ِبحَرّانَ وَتُرِي ُد قَرْيَةً َاْلمَ ْرجِ َف َهذَا ُمحَْتمَل ,وَاْل َورَ ُ َنهْرًا َ ،أوْ َ :حدّثَنَا بِزَبِيدَ وَتُرِيدُ َموْ ِ
ت لَهُ .
صلِهِ ,لمْرَيْنِ ِلضَ ْعفِ رَاوِي ِه ; وَلنّ َه َمعْلُولٌ ِبِإ ْرسَالِ اَلثّبَ ِ
صلَهُ ,فَل عِبْرَ َة ِبوَ ْ
فَِإنْ كَانَ اَلثّبَتُ َأ ْر َسلَهُ -مَثَلً -وَاْلوَاهِي وَ َ
ت;
ت ُيخَالِفُونَ ُه ,فَاْلعِبْرَةُ ِبمَا ِاجَْت َمعَ َعلَيْهِ اَلّثقَا ُ
ث َقدْ َروَاهُ اَلثَّبتُ ِبِإسْنَادٍ َ ,أ ْو َوَقفَهُ َ ,أ ْو َأ ْرسَلَ ُه وَ ُرَفقَاؤُهُ الَثْبَا ُ
وَِإنْ كَانَ َاْلحَدِي ُ
جمَاعَةِ . فَِإنّ َاْلوَا ِح َد َقدْ َي ْغلَطُ ,وَهُنَا َقدْ تَرَجّ َح ظُهُورُ َغلَطِ ِه فَل َت ْعلِيلَ ,وَاْلعِبْرَ ُة بِاْل َ
ومن أمثلة اختلف الافِ َظيِ :أن يُس َميَ أحدُها ف السناد ثقةً ،ويُبدِله الخ ُر بثقةٍ آخر ،أو يقولَ أحدُها :عن رجل ،
ويقولَ الخ ُر :عن فلن ،فيُسميّ ذلك الب َهمَ ،فهذا ل َيضُرّ ف الصحة .
فأمّا إذا اخَتلَف جاعةُ فيه ،وأََتوْا به على أقوالٍ عدًة ،فهذا يُوهِنُ الديث ،وَيدُلّ على أ ّن راوِيَه ل يُتقِنه .
س ِب ُمعْتَلّ ,كََأنْ َيقُو َل مَالِكٌ :عَ ْن اَلزّهْرِيّ ,عَنْ اِبْ ِن ِن ْعمَ َلوْ َحدّثَ ِبهِ َعلَى ثَلثَةِ َأوْجُ ٍه تَرْ ِجعُ ِإلَى وَجْ ٍه وَا ِح ٍد َ ,ف َهذَا لَيْ َ
َالْ ُمسَّيبِ ,عَ ْن أَبِي هُرَيْرَ َة ,وََيقُولَ ُعقَيْلٌ :عَنْ اَلزّهْرِيّ ,عَ ْن أَبِي َسَلمَةَ .وَيَ ْروِي ِه اِبْنُ عُيَيْنَةَ ,عَ ْن اَلزّهْرِيّ ,عَنْ َسعِي ٍد وَأَبِي َسلَمَةَ
َمعًا .
-20اَلْمُ ْدرَجُ
ص ْلبِ َاْلحَدِيثِ ,وََيدُلّ َدلِيلٌ َعلَى أَّنهَا مِنْ َلفْظِ
ظ َت َقعُ مِ ْن َبعْضِ اَل ّروَاةِ ,مُّتصِلَ ًة بِاْلمَتْنِ ,ل َيِبيُ لِلسّا ِمعِ إِل أَّنهَا مِنْ ُ
ِهيَ َأْلفَا ٌ
ق ِبعِبَارَ ٍة ُتفَصّلُ َهذَا مِنْ َهذَا . حدِيثُ مِنْ َبعْضِ اَلطّرُ ِ رَا ٍو ،بَِأنْ يَأِْتيَ اْل َ
فـ ( َحدّثَنَا) و ( َس ِمعْتُ) ِلمَا ُس ِمعَ مِ ْن لَفْظِ اَلشّيْ ِخ وَاصْ ُطلِحَ َعلَى َأنّ ( َحدّثَنِي) ِلمَا َس ِم ْعتَ مِنْ ُه وَ ْح َدكَ ,وَ( َحدّثَنَا) ِلمَا َس ِمعْتَهُ
ض ُهمْ َسوّغَ ( َحدّثَنَا) فِيمَا قَ َرأَهُ ُهوَ َعلَى اَلشّيْ ِخ .
َمعَ غَيْ ِركَ ,وََب ْع ُ
وََأمّا (َأخْبَرَنَا) َفصَا ِدقَةٌ َعلَى مَا ُس ِمعَ مِنْ َلفْظِ اَلشّيْ ِخ َ ,أوْ قَ َرأَهُ ُهوَ َ ,أ ْو قَرَأَهُ آخَ ُر َعلَى اَلشّيْ ِخ وَ ُهوَ َيسْ َمعُ َ ,فَلفْظُ (الِخْبَارِ) أَ َعمّ
ك وَالُْبخَارِيّ بَيْنَ ( َحدّثَنَا) وَ(أَخْبَرَنَا) وَ( َسمِ ْعتُ) وَا َلمْرُ فِي َذلِكَ حدِيثِ) ,وَ(أَخْبَرَنِي) ِللْ ُمفْرَدِ َ ,و َسوّى َاْل ُمحَ ّققُونَ َكمَالِ ٍ مِنْ (اَلّت ْ
وَا ِسعٌ .
َوقَالَ أَبُو ُنعَْيمٍ :قُرِئَ َعلَى عَْبدِ اَللّ ِه بْنِ َج ْعفَرِ بْ ِن فَا ِرسٍ َحدّثَنَا هَارُو ُن بْ ُن ُسلَيْمَانَ .
ج بْ ُن ُمحَ ّم ٍد قَالَ :قَالَ ابْنُ جُرَيْ ٍج َ ,فصَِيغَةُ (قَالَ) ل َتدُلّ َعلَى اِّتصَالٍ.
ص َورِ الَدَاءِ َ :حدّثَنَا َحجّا ُ
َومِنْ ُ
فحُكمُها التصالُ إذا كان من تُُيقّنَ َسمَاعُه من رسول ال صلى ال عليه وسلم َ ،فِإنْ كَانَ َلمْ َيكُ ْن لَهُ إِل ُمجَرّدُ ُرؤْيَ ٍة َ ,فقَ ْولُهُ
حمُود بْ ُن اَلرّبِيعِ ,وَأَبِي ُأمَامَ َة بْ ِن َسهْلٍ ,وََأبِي اَلطّفَيْ ِل َ ,ومَرْوَا َن . قَا َل َرسُولُ اَللّ ِه َ rم ْ
حمُولٌ َعلَى ا ِل ْرسَالِ َ ,ك َم ْ
صحَاِبيّ َ ,ك َقوْلِ عُ ْروَةَ :قَالَتْ عَاِئشَ ُة ,وَ َك َقوْلِ اِبْ ِن سِيِي َن :قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ
وَ َك َذلِكَ (قَالَ) مِنْ اَلتّاِب ِعيّ َاْلمَعْرُوفِ ِبِلقَاءِ َذلِكَ اَل ّ
ح ْكمُهُ اَلّتصَا ُل .
َ ,ف ُ
وََأ ْرَفعُ مِنْ َلفْظَةِ (قَالَ) لَفْظَةُ (عَنْ) ,وََأ ْرَفعُ مِنْ (عَنْ) (أَخْبَرَنَا) ,وَ(ذَ َكرَ لَنَا) ,و (أَْنبَأَنَا) ,وََأ ْرَفعُ مِنْ َذلِكَ ( َحدّثَنَا) ,
و( َس ِم ْعتُ) .
ك ,فَيَْن َقلِبُ َعلَيْ ِه وَيَنُطّ مِنْ ِإسْنَادِ َحدِيثٍ ِإلَى مَتْنٍ آخَ َر َب ْعدَهُ َ ,أوْ َأ ْن يَْن َقلِبَ َعلَيْهِ ِا ْسمُ
ُه َو مَا َروَاهُ اَلشّيْ ُخ بِِإسْنَا ٍد َلمْ َيكُنْ َك َذلِ َ
رَا ٍو مِثْلِ (مُرّةَ ابْنِ َك ْعبٍ) بِـ ( َك ْعبِ بْ ِن مُرّةَ) ,وَ( َسعْ ِد بْ ِن سِنَانٍ) بِـ (سِنَانِ بْ ِن َس ْعدٍ) .
ق َحدِيثًا لَ ْم َيصِحّ مَتْنُ ُه َ ,ورَ ّكبَ لَهُ ِإسْنَادًا ت سََندُهُ َ ,ف ُهوَ أَ َخفّ جُ ْرمًا ِممّنْ سَرَ َ
ف لِمَتْ ٍن َلمْ يَثُْب ْ
ضعِي ٍ ق فَأَتَى بِِإسْنَادٍ َوَِإنْ سَ َر َ
ك فِي مُتُونِ َاْلحَل ِل وَاْلحَرَا ِم َ ,ف ُهوَ أَعْ َظمُ إِْثمًا َوَقدْ َتَبوَّأ بَيْتًا فِي َجهَّنمَ .
ضعِ وَالفْتِرَاءِ ,فَِإنْ كَانَ َذلِ َ صحِيحًا ,فَِإنّ َهذَا َن ْوعٌ مِنْ َاْلوَ َْ
ب ُمجَرّ ٌد ,لَيْسَ مِنْ َاْل َكذِبِ َعلَى اَل ّرسُو ِل rبَ ْل مِ َن س َمعْ مِنْ َاْلكُُتبِ وَالَجْزَا ِء َ ,ف َهذَا َكذِ ٌ وََأمّا سَ ِرقَةُ اَلسّمَاعِ وَادّعَا ُء مَا َلمْ َي ْ
َاْلكَذِبِ َعلَى اَلشّيُوخِ َ ,ولَنْ ُي ْفلِحَ مَ ْن َتعَانَا ُه َوقُلْ مَ ْن سَتَرَ اَللّهُ َعلَيْهِ مِْن ُهمْ َ ,فمِْن ُهمْ مَ ْن َيفْتَضِ ُح فِي حَيَاتِ ِه َ ,ومِْن ُهمْ مَنْ َيفْتَضِ ُح َب ْعدَ
َوفَاتِ ِه ,فََنسْأَلُ اَللّهَ اَلسّتْرَ وَاْل َعفْوَ .
مَسَائِلُ
َفصْــلٌ
ل ُتشْتَرَطُ َاْل َعدَالَةُ حَالَةَ اَلّتحَمّلِ ,بَلْ حَالَةَ الَدَا ِء فََيصِحّ َسمَا ُعهُ كَافِرًا َوفَا ِجرًا وَصَبِيّا َ ,ف َقدْ َروَى جَُبيْرُ بْنُ مُ ْط ِعمٍ رضي ال عنه
س ِمعَ َذلِكَ حَالَ شِ ْركِ ِه ,وَ َروَا ُه ُمؤْمِنًا . أَنّ ُه َس ِمعَ اَلنِّب ّي َ rيقْرَُأ فِي َالْ َمغْرِ ِ
ب بِـ (اَلطّورِ) َف َ
1ـ مسألة َ :يسُوغُ التصرّفُ ف السناد بِاْلمَعْنَى ِإلَى صَا ِحبِ َاْلكِتَابِ َأوْ َاْلجُزْ ِء ,وَكَرِ َه َبعْ ُ
ض ُهمْ َأنْ يَزِي َد فِي َأْلقَابِ اَل ّروَا ِة فِي
ك ,وََأ ْن يَزِيدَ تَارِيخَ َسمَا ِع ِهمْ ,وَِبقِرَاءَ ِة مَنْ َس ِمعُوا ; لنّهُ َق ْدرٌ زَاِئدٌ َعلَى َاْلمَعْنَى .
َذلِ َ
ف فِي َتغْيِ ِي َأسَانِيدِ ِه وَمُتُونِ ِه ; َوِل َهذَا قَا َل شَْيخِنَا اِبْ ِن وَ ْهبٍ :يَنَْبغِي َأنْ
ص ْلتَ ِإلَى َاْلكِتَابِ َأوْ َاْلجُزْءِ َ ,أنْ تََتصَرّ َ
وَل َيسُوغُ إِذَا وَ َ
جوِيزِ ِهمْ اَل ّروَايَ َة بِاْلمَعْنَى َ ,وقَالُوا :مَا لَهُ َأنْ ُيغَيّرَ اَلّتصْنِيفَ ,
ض ُهمْ َاْلوُجُوبَ َمعَ َت ْحسَنٌ ? َوَقوّى َبعْ ُ جبُ ? َأوْ ُهوَ ُمسَْت ْ يُنْظَ َر فِي ِه هَلْ َي ِ
ضعْفٌ . وَ َهذَا كَل ٌم فِيهِ َ
أماّ إذا نقلنا من ( الزء ) شيئا إل تصانيِفنا وتارِيِنا ،فإنه ليس ف
ت فُلنًا ,فِيمَا قَ َرأَهُ َعلَيْهِ َ ,أوْ َيقْ َرؤُهُ َعلَيْهِ َاْلغَيْرُ ,وَ َهذَا خِلفُ اَلصْطِلحِ َأ ْو مِنْ
ض ُهمْ َأ ْن َيقُولَ َ :س ِمعْ ُ
سمّحَ َب ْع ُ 2ـ مسألة َ :ت َ
ي َس ِمعَ فُلنًا َوفُلنًا .
بَابِ اَل ّروَايَ ِة بِاْل َمعْنَى َ ,ومِنْهُ َقوْلُ َاْل ُمؤَرّ ِخ َ
سهِرٍ فَِإنْ حَافَظَ َعلَى َاْلعِبَارَةِ جَازَ ِوفَاقًا َ ,كمَا َيقُولُ
سخَةِ َأبِي ُم ْ - 3مَسَْألَـةٌ :إِذَا َأفْرَدَ َحدِيثًا مِ ْن مِثْلِ ُن ْ
سخَةِ َهمّا ٍم َ .أوْ ُن ْ
سلِمٌ ( :فذ َكرَ أحاديثَ ،منها :وقال رسولُ صلى ال عليه وسلم ) .وإل فالحقّقون على الترخيصِ ف التصريفِ السائِغ . ُم ْ
ن .ومن الترخيص :تقديُ مَتْ ٍن َسمِع َه على السناد ،وبالعكس ، 4ـ مسألة :اختصارُ الديث وتقطيعُه جائزُ إذا ل ُيخِ ّل مع ً
كأن يقول :قال رسولُ ال صلى ال عليه وسلم ( :اَلّن َدمُ َتوْبَ ٌة ) أَخْبَرَنَا بِ ِه فُلنٌ عَ ْن فُل ٍن .
َ -5مسَْألَـةٌ :إِذَا سَاقَ َحدِيثًا بِِإسْنَادٍ ُ ,ثمّ أَتَْبعَ ُه بِِإسْنَادٍ آخَ َر َوقَا َل مِثْلَ ُه َ ,ف َهذَا َيجُو ُز لِ ْلحَافِظِ اْل ُممَيّزِ لِلْلفَا ِ
ظ ,فَِإنْ اِخَْتَلفَ
ح ٍو مِنْهُ . حوَهُ َ ,أ ْو قَالَ ِ :ب َمعْنَاهُ َ ,أوْ بَِن ْ
اَلّلفْظُ قَالَ َ :ن ْ
َ -6مسَْألَـةٌ :إِذَا قَالَ َ :حدّثَنَا فُل ٌن ُمذَاكَرَةً ,دَلّ َعلَى وَهَ ٍن مَا ,إِ ِذ َالْ ُمذَاكَرَ ُة يَُت َ
سمّ ُح فِيهَا .
ث لِ ْل ُمكَاثَرَةِ َأوْ َاْل ُمفَاخَرَةِ َ ,أ ْو لِيَ ْروِيَ َ ,أ ْو لِيَتَنَاوَلَ َاْل َوظَاِئفَ َ ,أ ْو لِيُثْنَى
حدِي َ
صحِيحُ اَلنّيّةِ مِ ْن طَالِبِ َاْلعِ ْلمِ مَُتعَيّنٌ َ ,فمَ ْن َطلَبَ َاْل َ
َت ْ
َعلَيْهِ وَ َعلَى مَعْ ِرفَتِ ِه َ ,فقَدْ َخسِرَ َ ,وِإنْ َطلَبَهُ ِللّهِ َ ,وِللْ َعمَلِ ِبهِ َ ,وِللْقُرْبَ ِة ِبكَثْرَةِ اَلصّلةِ َعلَى نَبِيّ ِه rوَلَِن ْفعِ اَلنّاسِ َ ,ف َقدْ فَازَ َ ,وِإنْ
ح ْكمُ ِللْغَاِلبِ . كَاَنتْ اَلنّيّةُ َممْزُوجَ ًة بِا َلمْرَيْ ِن فَاْل ُ
وَِإنْ كَانَ َطلَبَهُ ِلفَرْط َاْل َمحَبّةِ فِيهِ َ ,معَ قَ ْطعِ اَلنّظَرِ عَ ْن الَجْ ِر وَعَ ْن بَنِي آ َد َم َ ,ف َهذَا كَثِيًا مَا َيعْتَرِي طَلَبَةَ َاْلعُلُومِ َ ,فلَعَلّ اَلنّيّةَ َأ ْن
ضعََ ,ومَنْ َطلَبَهُ لِلدّنْيَا َتكَبّ َر بِ ِه وََتكَثّ َر وََتجَبّرَيَ ْر ُزَقهَا اَللّهُ َب ْعدُ َ .وأَْيضًا َفمَ ْن طََلبَ َاْلعِ ْلمَ لِلخِرَةِ َكسَاهُ َالْ ِع ْلمُ َخشْيَ ًة ِللّهِ وَاسَْتكَا َن وََتوَا َ
سلِ ِميَ َاْلعَامّ ِة ,وَكَانَ عَاقِبَةُ َأمْرِهِ ِإلَى َسفَا ٍل وَ َحقَارَةٍ .
,وَازْ َدرَى بِالْ ُم ْ
حدِيثِ ِه ,رَجَاءَ اَلدّخُولِ فِي َق ْولِهِ َ ( rنضّرَ اَللّهُ ا ْمرًَأ َس ِمعَ َمقَالَتِي َفوَعَاهَا ُ ,ثمّ أَدّاهَا ِإلَى مَ ْن َلمْ َي ْ
س َمعْهَا ) ث ِب َ
سبِ َاْل ُمحَدّ ُ
َفلَْيحْتَ ِ
.
صحّتِهِ :
َولْيَْبذُلْ َن ْفسَهُ لِلطّلَبَةِ الَخْيَارِ ,ل سِّيمَا إِذَا َتفَرّ َد َ ,ولَْيمْتَنِ ْع َمعَ َاْلهَ َرمِ وََتغَيّرِ اَلذّهْ ِن َ ،ولَْي ْع َهدْ ِإلَى َأ ْهلِهِ وَِإ ْخوَانِهِ حَالَ ِ
ت ,فَامَْنعُونِي مِنْ اَل ّروَايَةِ .
أَّن ُكمْ مَتَى رَأَيُْتمُونِي َتغَيّرْ ُ
حدِيثِ ِه ِبهَا زَمَ َن َتغَيّرِهِ .
س بَِت ْ
ث َمعْدُودَةٌ َ ,قدْ َأْتقَنَ ِروَايََتهَا فَل بَ ْأ َ
َفمَنْ َتغَيّ َر ِبسُوءِ ِحفْظٍ َولَهُ أَحَادِي ُ
سكِينَةَ ,
س ثِيَابَ ُه َاْلحَسَنَ َة ,وََيلْزَمُ َاْل َوقَارَ وَال ّ
حدِيثِ ,وَيَتََبخّ ُر ,وَيَتَطَّيبُ وََيلْبَ ُ
َورُوِيَ َأنّ مَاِلكًا -رَ ِحمَهُ اَللّهُ -كَانَ َيغَْتسِ ُل لِلّت ْ
حدِيثَ .
صوْتَ ُه وَيُرَتّلُ َاْل َ
وَيَزْبُ ُر مَ ْن يَ ْرَفعُ َ
سمِعِ
ظ ِللْ ُم ْ
ع بِا ِلمْل ِء َيكُونُ ُمحَ ّققًا بِبَيَانِ ا َلْلفَا ِ
سمَا ُ
س لِلمْل ِء ,وَ َهذَا َقدْ ُع ِدمَ َالَْي ْومَ ,وَال ّ
وَكَانَ َاْلحُفّاظُ َيعْ ِقدُو َن َمجَالِ َ
وَالسّا ِمعِ .
حذَرُوهُ .
وََيحْ ُرمُ َعلَيْ ِه ِروَايَةُ َاْل َموْضُوعِ َ ,و ِروَايَةُ َاْلمَطْرُوحِ ,إِل َأ ْن يُبَيّنَ ُه لِلنّاسِ لَِي ْ
اَلّثقَــةُ :
ظ .
ط وَالِْتقَانِ ,فَِإنْ اِْنضَافَ ِإلَى َذلِكَ َاْلمَعْ ِرفَ ُة وَا ِلكْثَارُ َ ,ف ُهوَ حَافِ ٌ
ُتشْتَرَطُ َاْل َعدَالَةُ فِي اَلرّاوِي كَالشّا ِه ِد ,وََيمْتَازُ اَلّثقَةُ بِالضّبْ ِ
ظ طَبَقَاتٌ .
حفَا ُ
وَاْل ِ
ُثمّ اِبْنِ َاْلمُبَا َركِ ،وََيحْيَى بْنِ َسعِيدٍ َ ،ووَكِيعٍ ،وَابْ ِن َم ْهدِيّ .
ُ -7ثمّ َالُْبخَارِيّ ،وَأَبِي ُزرْعَةَ ،وََأبِي حَاِتمٍ َ ،وأَبِي دَاوُ َد ،وَ ُم ْ
سلِ ٍم .
ُ -8ثمّ النّساِئيّ َ ،ومُوسَى بْنِ هَارُونَ ،وَصَالِحِ جَ َزرَ َة ،وَابْنِ خُزَْيمَ َة .
ُ -13ثمّ أَبُو خَيَْثمَ َة ،وَأَبُو َبكْ ِر بْنُ أَبِي شَيْبَ َة ،وَابْ ُن ُنمَيْ ٍر ،وَأَ ْح َمدُ بْنُ صَالِحٍ .
ُ -14ثمّ عَبّاسٌ اَلدّورِيّ ،وَابْ ُن وَارَهْ ،وَاَلتّ ْر ِمذِيّ ،وََأ ْح َمدُ بْنُ أَبِي خَيْثَم َة ،وَعَْبدُ اَللّهِ بْ ُن أَ ْح َمدَ .
ُ -15ثمّ اِبْنُ صَا ِعدٍ ،وَابْ ُن زِيَادٍ اَلنّْيسَابُورِيّ ،وَابْنُ َجوْصَا ،وَابْنُ الَخْ َرمِ .
ُ -18ثمّ الْبَ ْرقَاِن ّي ،وَأَبُو حَا ِزمٍ اْلعَْب َدوِيّ .
صحَابَ ِة ,وَ َخلْقٌ مِنَ اَلتّاِب ِعيَ وَتَاِبعِي ِهمْ َ ,و َهلُمّ جَرّا ِإلَى َالَْيوْمِ .
ظ .فِي اَلطَّبقَةِ اَلثّالِثَةِ َعدَ ٌد مِنَ اَل ّ
حفّا ِ
َومِمّ ْن َت َقدّ َم مِنْ َاْل ُ
َ -1فمِثْلُ َيحْيَى َالْقَطّانِ ُ ,يقَا ُل فِيهِ ِإمَا ٌم ,وَ ُحجّةٌ ,وَثََب ٌ
ت ,وَ ِجهِْبذٌ ,وَِثقَ ٌة ِثقَةٌ .
ب فَرْد .
صحيح .وإن كان من التباعِ قيل :صحيح غريب .وإن كان من أصحاب التباع قيل :غري ُ
ويَْندُ ُر تفرّدهم ،فتجدُ المامَ منهم عند َه مِئتا ألف حديث ،ل يكا ُد
َومَنْ كَانَ َب ْعدَ ُهمْ فََأيْنَ مَا يَْنفَرِ ُد بِ ِه مَا َعِلمْتُهُ َ ,وَقدْ يُو َجدُ .
صحِيحَيْنِ"
ُثمّ َننَْتقِلُ ِإلَى َالَْيقِظِ اَلثّقَةِ َاْلمَُت َوسّطِ َاْل َمعْ ِرفَةِ وَال ّطَلبِ َ ,ف ُهوَ َاّلذِي يُ ْطلَقُ َعلَيْهِ أَنّ ُه ِثقَةٌ ,وَ ُهمْ ُج ْمهُورُ رِجَالِ "اَل ّ
صحَاحَ) . ك فِي (اَل ّ فَتَاِبعِيهِمْ ,إِذَا اِْنفَرَدَ بِاْلمَتْنِ خُ ّرجَ َحدِيثُهُ َذلِ َ
فَِإنْ كَانَ َالْمُْنفَرِ ُد مِنْ طََبقَةِ َمشَْيخَةِ الَِئمّةِ َ ,أطَْلقُوا اَلّنكَارَةَ َعلَى ما انفرد مثلُ عثمان بن أب شيبة ،وأب َسلَمة التُّبوْذَكِي ،
وقالوا :هذا منكر .
ث من الفراد النكرة َ ،غمَزُوه وليّنوا حديثَه ،وتوقفوا ف توثيقه ،فإن رَجَع عنها وامَتَنع من روايتها ،و َجوّز
فإن َروَى أحادي َ
على نفسِه الوَ َه َم ،فهو خ ُي له وأرجَ ُح لعدالته ،وليس من َحدّ الثقةِ :أنّهُ ل يَغلَطُ ول يُخطِئ ،فمن الذي يَسلمُ من ذلك غيُ
العصومِ الذي ل ُيقَرّ على خطأ .
َفصْلٌ
ض ّعفَ .
اَلّثقَةُ :مَ ْن وَّثقَهُ كَِث ٌي وََل ْم ُيضَ ّعفْ .وَدُونَ ُه مَنْ َلمْ ُيوَثّقْ وَل ُ
صحّحَ
ي وَابْنِ خُزَْيمَ َة َفجَّيدٌ أَْيضًا َ ,وِإنْ َ
صحّحَ لَ ُه مِثْلُ اَلتّ ْرمِذِ ّ
ك ,وَِإنْ َ
صحِيحَيْنِ" َف ُه َو ُموَثّقٌ ِب َذلِ َ
فَِإنْ ُخ ّرجَ َحدِيثُ َهذَا فِي "اَل ّ
لَهُ كَاَلدّا َرقُطِْنيّ وَاْلحَا ِكمِ ,فََأقَ ّل أَ ْحوَالِهِ ُحسْنُ َحدِيثِهِ .
سمّى َمسْتُورًا
جهَالَةِ عَنْ ُه وَ َهذَا ُي َ
ح ,مَعَ ِارِْتفَاعِ َاْل َ
ق ِا ْسمِ (اَلثّقَةِ) َعلَى مَ ْن َلمْ ُيجْ َر ْ
ف مِنْ َاْلمُتَأَخّرِينَ ِ ,إطْل ُ
َوَقدِ اشَْتهَ َر عِْندَ َطوَاِئ َ
ق ,وَُيقَالُ فِي ِه شَيْخٌ .صدْ ُحلّهُ اَل ّ
سمّى َم ِ ,وَُي َ
وقولم ( :مهول ) ،ل يلزمُ منه جهالةُ عينِه ،فإن ُجهِلَ عينُه وحالُه ،فأَولَى أن ل يَحتجّوا به .
وإن كان النفردُ عنه من كبارِ الثبات ،فأقوى لاله ،ويَحتَ ّج بثلِه جاع ٌة كالّنسائي وابنِ حِباّن .
َفصْلٌ
سمَيْنِ :
ج لَهُ اَلشّْيخَانِ َأوْ أَ َحدُ ُهمَا َعلَى ِق ْ
مَنْ أَخْ َر َ
أَ َح ُد ُهمَا :مَا ِاحَْتجّا بِ ِه فِي اَلصُولِ .
َفمَنْ اِحَْتجّا بِهِ َأ ْو أَ َحدُ ُهمَا َ ,ولَ ْم ُيوَثّقْ ,وَل ُغمِزَ َ ,ف ُه َو ِثقَةٌ َ ,حدِيثُ ُه َقوِيّ .
صحِيحَةٌ .
ضعِيفَةٌ ,بَلْ َحسَنَةٌ َأوْ َ
ح ْمدِ اَللّهِ -رَجُلٌ اِحْتَ ّج بِ ِه َالُْبخَارِيّ َأ ْو ُمسِْلمٌ فِي اَلصُولِ َ ,و ِروَايَاُتهُ َ
َفمَا فِي "َالْكِتَابَيْنِ" ِ-ب َ
ج لَهُ فِي
ت َ ,ففِي ِهمْ مَنْ فِي ِحفْظِ ِه َشيْءٌ َوفِي َتوْثِيقِهِ َترَدّدٌ َ ,فكُ ّل مَنْ خُ ّر َ
شوَا ِه ِد وَاْلمُتَاَبعَا ِ سلِ ٌم فِي اَل ّ
ج لَهُ َالُْبخَارِيّ َأوْ ُم َْومَنْ خَ ّر َ
صحِيحَيْنِ"َ ,ف َقدْ َقفَزَ َالْقَنْطَرَ َة فَل َمعْدِلَ عَنْهُ إِل بِبُرْهَا ٍن بَيّنٍ . "اَل ّ
ت طَبَقات ،فليس مَنْ وُثّق مطلقا كمن تُكّلمَ فيه ،وليس من تُكلّم ف سُوءِ حفظِه واجتهادِه ف
نعم ،الصحيحُ مراتب ،والثقا ُ
ال ّطلَب ،كمن ضعّفوه ول من ضعّفوه و َر َووْا له كمن تركوه ،ول من تركوه كمن اتّهموه وكذّبوه .
ت ف مصّنفٍ
فالترجي ُح يَدخُ ُل عند تعارُضِ الروايات .و َحصْرُ الثقا ِ
صحّ َح َل ُهمُ اَلتّ ْر ِمذِيّ وَابْنُ خُزَْيمَةَ ُ ,ث ّم مَنْ َروَى لَ ُهمْ
صحِيحَيْنِ" َخلْقٌ ,مِْن ُهمْ مَنْ َ ج َلهُ ْم فِي "اَل ّ
َومِنْ اَلّثقَاتِ َاّلذِي َن َلمْ ُيخَ ّر ْ
ض ّعفْهم أَ َح ٌد ,وَاحَْتجّ َهؤُلءِ َاْل ُمصَنّفُونَ بِ ِروَايَِت ِهمْ .
الّنسَاِئ ّي وَابْنُ حِبّانَ وَغَيْ ُر ُهمَا ُ ,ثمّ َلمّ ُي َ
ج ِإلَى َورَعٍ تَامّ ,وَبَرَاءَةٍ مِنَ َاْل َهوَى وَاْلمَيْ ِل ,وَخِبْرَةٍ كَا ِملَةٍ بِاْلحَدِيثِ ,وَ ِعَللِهِ َ ,ورِجَالِهِ .
وَاْلكَلمُ فِي اَل ّروَا ِة َيحْتَا ُ
ُثمّ َنحْ ُن َنفَْتقِرُ ِإلَى َتحْرِي ِر عِبَارَاتِ اَلّت ْعدِيل وَاْلجَ ْرحِ َومَا بَيْنَ َذلِكَ مِنْ َاْلعِبَارَاتِ َاْلمَُتجَاذَبَةِ .
أما قولُ البخاري ( :سكتوا عنه) ،فظاهِرُها أنم ما تعرّضوا له بَرْح ول تعديل ،و َعلِمنا مقصدَه با بالستقراء :أنا بعن
تركوه .
ضعِيفِ) .
س بِِثقَةٍ َ ,ف ُهوَ عِْندُهُ َأ ْسوَأُ حَا ًل مِنْ (اَل ّ
وَ َكذَا عَادَتُهُ إِذَا قَالَ (فِيهِ نَ َظرٌ) ِ ,ب َمعْنَى أَنّ ُه مُّت َهمٌ َأ ْو لَيْ َ
س بِاْل َقوِيّ) ,يُرِي ُد ِبهَا َأنّ َهذَا اَلشّيْ َخ َلمْ يَْبُلغْ َدرَجَةَ َالْ َقوِيّ اَلثَّبتِ ,وَالُْبخَارِيّ َق ْد يُ ْطلِقُ َعلَى
وَبِالسِْتقْرَا ِء إِذَا قَا َل أَبُو حَاِتمٍ (لَيْ َ
ضعِيفٌ . س بِاْل َقوِيّ) ,وَيُرِيدُ أَنّهُ َ اَلشّيْ ِخ (لَيْ َ
جبُ ِحكَايَ ُة َاْلجَ ْرحِ وَالّت ْعدِيلِ َ ،فمِْن ُهمْ مَ ْن َنفَسُهُ حَا ّد فِي َاْلجَ ْرحِ َ ,ومِْن ُهمْ مَنْ ُه َو مُعَْتدِ ٌل ,وَمِْن ُهمْ مَنْ ُهوَ
َومِنْ َث ّم قِيلَ َ :ت ِ
مَُتسَاهِلٌ .
ش ,وَغَيْرُ ُهمْ .
فَاْلحَادّ :فِي ِه ْم َيحْيَى بْ ُن َسعِي ٍد ,وَابْ ُن مَ ِعيٍ َ ,وأَبُو حَاِت ٍم ,وَابْنُ خِرَا ٍ
وَاْلمُعَْتدِلُ :فِي ِهمْ َأ ْح َمدُ بْنُ حَنْبَ ٍل ,وَالُْبخَارِيّ َ ,وأَبُو ُزرْعَةَ .
صمَ ُة لِلنْبِيَاءِ
ك ,وَاْلعِ ْ
َوَقدْ َيكُونُ َنفْسُ ا ِلمَامِ -فِيمَا وَافَ َق َمذْهَبَهُ َ ,أوْ فِي حَالِ شَْيخِ ِه َ -ألْ َطفَ مِنْ ُه فِيمَا كَانَ ِبخِلفِ َذلِ َ
ي وَ ُحكّامِ َالْ ِقسْطِ .
صدّي ِق َ
وَال ّ
ظٍ مِنَ اَللّهِ َ-تعَالَىَ , -لمْ َيجَْت ِمعْ ُعلَمَاؤُهُ َعلَى ضَللَةٍ ,ل َع ْمدًا وَل خَطًَأ ,فَل َيجَْت ِمعُ اِثْنَانِ َعلَى َولَكِنّ َهذَا اَلدّي َن ُمؤَّيدٌ َمحْفُو ٌ
سبِ حَض ْعفِ ,وَاْلحَا ِك ُم مِْن ُهمْ يََت َكّلمُ ِب َ
ف ِثقَةٍ وَإِّنمَا َي َقعُ اِخْتِلُف ُهمْ فِي مَرَاِتبِ َالْ ُقوّةِ َأ ْو مَرَاِتبِ اَل ّ ضعِي ِ ضعِيفٍ ,وَل َعلَى َت ْ َتوْثِيقِ َ
اِجِْتهَادِ ِه َوُقوّةِ َمعَا ِرفِهِ ,فَِإنْ ُق ّدرَ خَ َطؤُهُ فِي َن ْقدِهِ َفلَهُ أَجْ ٌر وَا ِحدٌ ,وَاَللّهُ َاْلمُ َوفّقُ .
وَ َهذَا فِيمَا إِذَا َت َكلّمُوا فِي َنقْ ِد شَيْ ٍخ َورَدَ َشيْ ٌء فِي ِحفْظِهِ وَ َغلَطِ ِه ،فَِإنْ كَانَ كَل ُم ُهمْ فِي ِه مِنْ وِ ْجهَ ِة ُمعْتَ َقدِهِ َ ,ف ُهوَ َعلَى مَرَاِتبَ :
ت َت ْكفِيَ َالَْبعْضِ ِللَْبعْضِ َ ,أوْ اَلتّْبدِي َع ,وََأوْجََبتْ َاْلعَصَبِيّ َة ,وََنشَأَ مِنْ َذلِكَ اَل ّطعْنُ بِالّت ْكفِيِ قَا َل شَْيخُنَا اِبْ ُن وَ ْهبٍ َ :اْلعَقَاِئدُ َأوْجََب ْ
وَالتّْبدِي ِع ,وَ ُهوَ كَثِ ٌي فِي اَلطَّبقَةِ َاْلمَُت َوسّطَةِ مِنَ َاْلمَُت َقدّ ِميَ .
ب فِي اَل ّروَايَةِ ,وَل ُن َكفّرُ َأهْلَ َاْلقِبْلَةِ إِل ِبإِْنكَارِ مَُتوَاتِ ٍر مِنْ اَلشّرِيعَ ِة َفإِذَا ِاعْتَبَرْنَا َذلِكَ ،
وََاّلذِي َتقَ ّررَ ِعْندَنَا أَنّهُ ل ُتعْتَبَرُ َاْل َمذَا ِه ُ
ط وَالّتقْوَى َفقَدْ َحصَلَ ُمعَْت َمدُ اَل ّروَايَ ِة .وَ َهذَا َمذْ َهبُ اَلشّافِ ِعيّ رضي ال عنه َحْيثُ َيقُولُ َ :أقْبَ ُل َشهَادَةَ وَاْنضَمّ ِإلَيْهِ َاْل َورَعُ وَالضّبْ ُ
أَهْلِ الَ ْهوَا ِء إِل الطّابِيّ َة مِنْ اَل ّروَافِضِ .
شهَادَ ِة بِالّت ْهمَةِ َ ,لمْ َيقْبَ ْل ,وَمَنْ كَانَ دَاعِيَةً ع فِيمَا ُيؤَّيدُ ِبهِ َمذْهَبَهُ ? َفمَ ْن رَأَى رَدّ اَل ّ قَا َل شَْيخُنَا :وَهَ ْل ُتقْبَلُ ِروَايَةُ َاْلمُبَْتدِ ِ
مَُتجَاهِرًا بِِبدْعَتِ ِه َ ,فلْيُتْ َركْ إِهَانَ ًة لَ ُه ,وَإِ ْخمَادًا لِ َمذْهَبِهِ ,اَلّل ُهمّ إِل َأنْ َيكُونَ عِْندَهُ أَثَ ٌر َتفَرّ َد بِ ِه ,فَُنقَ ّدمُ َسمَاعَهُ مِنْ ُه .
ح فِي ُمحِقّ اَلصّوفِيّةِ ,دَاخِ ٌل فِي َحدِيثِ ( مَنْ عَادَى لِي َولِيّا َف َقدْ بَا َرزَنِي بِاْل ُمحَارَبَةِ ) ،وَالتّا ِركُ وَ ُه َو مَقَامٌ خَطِرٌ ,إِذِ َاْلقَا ِد ُ
ض ِهمْ تَارِ ٌك لِلمْرِ بِاْلمَعْرُوفِ وَالّن ْهيِ عَنْ َاْلمُْنكَرِ.
لْنكَارِ َالْبَاطِ ِل ِممّا َس ِمعَهُ مِ ْن َبعْ ِ
جهْلِ ِبمَرَاِتبِ َالْ ُعلُو ِم ,فَُيحْتَاجُ ِإلَيْ ِه فِي َالْمُتََأخّرِينَ أَ ْكثَرَ َ ,ف َقدْ اِنَْتشَرَتْ ُعلُومٌ لِلوَائِلِ َ ,وفِيهَا حَقّ
َومِنْ َذلِكَ َاْلكَلمِ ِبسََببِ َاْل َ
ت وََأ ْحكَام الّنجُومِ . ت وَكَثِ ٍي مِنْ ا ِلَلهِيّا ِ كَاْلحِسَابِ وَاْلهَنْ َدسَ ِة وَال ّطبّ ,وَبَاطِلٌ كَاْلقَوْ ِل فِي اَلطّبِيعِيّا ِ