Está en la página 1de 28

‫الوقظة ‪ -‬الافظ شس الدين الذهب‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫حدِّثيَ ‪ ،‬وَ ُعدّةُ الِئمّةِ‬ ‫ظ وَا ُل َ‬


‫لفّا ِ‬
‫قَا َل الشّيْخُ المَامُ اْلعَاِلمُ اْلعَلمَةُ ‪ ،‬الرّ ْحلُةُ اْل ُمحَقّ ُق َبحْرٌ اْل َفوَاِئدِ‪َ ،‬و َم ْعدِنُ اْلفَرَاِئدُ ‪ُ ،‬ع ْمدَةُ ا ُ‬
‫ل وََن َفعَنَا ِبعُلُومِهِ وَ َجمِيعَ‬‫شقِ ّي ‪ ،‬رَ ِحمَهُ ا ُ‬
‫ح ّمدُ بنُ أَحْمدَ بنِ عُْثمَا َن الذّهَِب ّي الدّ َم ْ‬ ‫س الدّينِ ُم َ‬ ‫ي ‪ ،‬وَآخِرُ اْل ُمجَْتهِدينَ ‪َ ،‬شمْ ُ‬ ‫ح ّققِ َ‬
‫اْل ُم َ‬
‫سلِميَ ‪.‬‬ ‫اْل ُم ْ‬

‫‪ - 1‬اَلْحَدِيثُ اَلصّحِيحُ‬

‫ل َففِي اَلحِْتجَاجِ ِبهِ اِخْتِلفٌ ‪.‬‬


‫ُه َو مَا دَارُ َعلَى َعدْ ٍل مُتْقِ ٍن وَاّتصَلَ سََندُ ُه ‪ ،‬فَِإنْ كَانَ مُ ْرسَ ً‬

‫شذُو ِذ وَاْلعِلّ ِة ‪َ ،‬وفِيهِ نَ َظرٌ َعلَى ُمقْتَضَى نَ َظرِ َالْ ُف َقهَاءِ ‪َ ،‬فِإنّ كَِثيًا مِنْ َالْ ِعلَلِ َيأَْبوَْنهَا ‪.‬‬
‫حدِيثِ سَلمَتَهُ مِنْ اَل ّ‬
‫َوزَادَ أَهْلُ َاْل َ‬

‫ط وَ َعدَالَةٍ وَ َع َد ِم َت ْدلِيسٍ ‪.‬‬


‫صحّتِ ِه إِذا َاْلمُّتصِلُ اَلسّاِلمُ مِنْ اَلشّذُو ِذ وَاْلعِلّةِ ‪َ ،‬وَأنْ َيكُونَ ُروَاتُهُ َذوِي ضَبْ ٍ‬
‫فَاْل ُمجْ َمعُ َعلَى ِ‬

‫ج َمعِ َعلَيْه ‪:‬‬


‫فَأَ ْعلَى مَرَاِتبِ َالْ ُم ْ‬

‫مَالِكٌ ‪ ،‬عَنْ نَاِفعٍ ‪ ،‬عَ ْن اِبْنِ ُعمَرَ ‪.‬‬

‫َأ ْو مَْنصُورٌ ‪ ،‬عَ ْن إِبْرَاهِيمَ ‪ ،‬عَنْ َعلْ َقمَةَ ‪ ،‬عَنْ عَْبدِ اَللّهِ ‪.‬‬

‫اَللّْيثُ ‪َ ،‬وزُهَيْرٌ عَنْ أَبِي اَلزّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ‪.‬‬

‫َأ ْو ِسمَاكٌ عَنْ ِعكْ ِرمَةَ عَنْ اِبْنِ عَبّاسٍ ‪.‬‬

‫َأوْ أَبُو َبكْ ِر بْنُ عَيّاشٍ عَنْ َأبِي ِإ ْسحَاقَ عَ ْن َالْبَرَاءِ ‪.‬‬

‫َأوْ َاْلعَل ِء بْنُ عَْبدِ اَلرّ ْحمَنِ ‪ ،‬عَنْ أَبِيهِ ‪ ،‬عَنْ أَبِي هُرَيْرَ َة ‪.‬‬

‫ك مِنْ َأفْرَا ِد َالُْبخَارِيّ َأ ْو ُمسِْلمٍ ‪.‬‬


‫حوَ َذلِ َ‬
‫وََن ْ‬
‫‪ -2‬اَْلحَسَنُ‬

‫ب ‪َ ,‬فقَالَ اْلخَطّاِب ّي ‪-‬رَ ِحمَهُ اَللّهُ‪ُ -‬ه َو مَا عُ ِرفَ َمخْرَجُ ُه وَاشَْتهَ َر رِجَالُهُ ‪َ ,‬و َعلَيْهِ َمدَارُ أَكْثَ ِر َاْلحَدِيثِ ‪,‬‬ ‫َوفِي َتحْرِي ِر َمعْنَاهُ اِضْطِرَا ٌ‬
‫وَ ُهوَ َاّلذِي َيقْبَلُهُ َأكْثَرُ َاْلعَُلمَا ِء ‪ ,‬وََيسْتَ ْع ِملُهُ عَامّةُ َالْ ُف َقهَاءِ ‪.‬‬

‫صحِيحِ‬
‫صحِيحُ يَنْطَبِقُ َذلِكَ َعلَيْهِ أَْيضًا َلكِ ّن مُرَادَ ُه مِمّا َلمْ يَْبُلغْ َدرَجَةَ اَل ّ‬
‫حدُو ِد وَالّتعْرِيفَاتِ إِذْ اَل ّ‬
‫ستْ َعلَى صِنَاعَةِ َاْل ُ‬
‫وَ َهذِهِ عِبَارَةٌَ لَْي َ‬
‫‪.‬‬

‫صحّ ِة ‪.‬‬
‫حسَنُ مَا ِارَْتقَى عَنْ َدرَجَةِ اَلضّعِيفِ‪َ ,‬وَلمْ يَْبلُغْ َدرَجَةَ اَل ّ‬
‫فََأقُولُ َاْل َ‬

‫صحِي ِح ‪.‬‬
‫سمِ اَل ّ‬
‫ضعْفِ اَل ّروَا ِة ‪َ .‬ف ُهوَ حِيَنِئذٍ دَاخِ ٌل فِي ِق ْ‬
‫حسَنُ مَا َسِلمَ مِنْ َ‬
‫وإن شئت قلت ‪َ :‬اْل َ‬

‫حسَنُ ‪-‬مَثَلً‪ -‬فِي آخِ ِر مَرَاِتبِ‬


‫ك َالْمَرَاِتبِ ‪َ ,‬فجَاءَ َاْل َ‬
‫حسَنُ ذَا رُتْبَةٍ دُونَ ِتلْ َ‬
‫صحِيحُ مَرَاِتبَ ‪َ -‬كمَا َق ّدمْنَاهُ‪ , -‬وَاْل َ‬
‫وَحِينَِئ ٍذ َيكُونُ اَل ّ‬
‫صحِي ِح ‪.‬‬ ‫اَل ّ‬

‫سَلمَ‬
‫سَلمَ رَاوِي ِه مِنْ َأنْ َيكُونَ مُّت َهمًا ‪َ ,‬وَأنْ َي ْ‬
‫حسَنِ ‪ ،‬وَذَكَ َر أَنّ ُه يُرِيدُ ِبهِ َأنْ َي ْ‬
‫وََأمّا اَلتّ ْر ِمذِيّ َف ُهوَ َأوّ ُل مَنْ خَصّ َهذَا اَلّنوْع بِا ْسمِ َاْل َ‬
‫حوُ ُه مِنْ َغيْرِ َوجْهٍ ‪.‬‬
‫شذُو ِذ ‪ ,‬وََأنْ ُي ْروَى َن ْ‬ ‫مِنْ اَل ّ‬

‫وَ َهذَا ُمشْكِلٌ أَْيضًا َعلَى مَا َيقُو ُل فِيهِ َحسَنٌ غَرِيبٌ ل َنعْ ِرفُهُ إِل مِنْ َهذَا َاْلوَجْهِ ‪.‬‬

‫ضعْفُ ُه ُمحْتَمَ ٌل ‪ ,‬وََيسُوغُ َاْلعَمَ ُل بِهِ ‪.‬‬


‫َوقِيلَ ‪َ :‬اْلحَسَ ُن مَا َ‬

‫ط يََتمَيّ ُز بِهِ اَلضّ ْعفُ َاْل ُمحْتَمَلُ ‪.‬‬


‫س مَضْبُوطًا ِبضَابِ ٍ‬
‫وَ َهذَا أَْيضًا لَيْ َ‬

‫وقال ابن الصلح ‪-‬رحه ال‪ : -‬إن السن قسمان ‪:‬‬

‫أحدها ‪ :‬ما ل يلو سنده من مستور ل تتحقق أهليته ‪ ،‬لكنه غي ُمغَفّل ول خطّاء ول متّهم ‪ ،‬ويكون الت مع ذلك عرف‬
‫مثله أو نوه من وجه آخر اعتضد به ‪.‬‬

‫وثانيهما ‪ :‬أن يكون راوية مشهورًا بالصدق والمانة ‪ ،‬لكنه ل يبلغ درجة رجال الصحيح ‪ ،‬لقصوره عنهم ف الفظ‬
‫والتقان ‪ ،‬وهو مع ذلك يرتفع حال من ُي َعدّ تفرّدُه منكرًا ‪ ،‬مع عدم الشذوذ والعلة ‪.‬‬
‫ت‪.‬‬
‫َف َهذَا َعلَيْهِ ُمؤَا َخذَا ٌ‬

‫ك بَِأمِْثلَةٍ ‪.‬‬
‫صحِي ِح ‪َ ,‬وسَيَ ْظهَرُ لَ َ‬
‫حسَنَ مَا َقصُرَ سََندُهُ َقلِيلً عَ ْن رُتْبَةِ اَل ّ‬
‫َوَقدْ ُق ْلتُ لَكَ ‪ِ :‬إنّ َاْل َ‬

‫ك ‪َ ،‬ف َكمْ مِنْ َحدِيثٍ تَ َردّدَ فِي ِه‬ ‫س مِنْ َذلِ َ‬‫حسَا ِن فِيهَا ‪ ,‬فَأَنَا َعلَى إِيَا ٍ‬ ‫حسَنِ قَا ِعدَةً تَْن َد ِرجُ كُلّ ا َلحَادِيثِ َاْل ِ‬ ‫ُثمّ ل تَ ْط َمعُ بَِأ ّن لِ ْل َ‬
‫صحّةِ ‪،‬‬ ‫صفُهُ بِال ّ‬
‫حدِيثِ َاْلوَا ِحدِ‪ ,‬فََي ْومًا َي ِ‬
‫صحِيحٌ ? بَ ِل َاْلحَافِظُ َاْلوَا ِح ُد يََتغَيّرُ اِ ْجِتهَادُهُ فِي َاْل َ‬‫ضعِيفٌ َأوْ َ‬ ‫َاْلحُفّاظُ ‪ ,‬هَ ْل ُهوَ َحسَنٌ َأوْ َ‬
‫حسْنِ ‪َ ,‬ولَرُّبمَا اسَْتضْ َعفَهُ ‪.‬‬ ‫وََي ْومًا َيصِفُ ُه بِاْل ُ‬

‫حسَنُ‬
‫ض ْعفٌ مَا ‪ ,‬إِذْ َاْل َ‬
‫صحِيحِ ‪ ,‬فَِب َهذَا اَلعْتِبَا ِر فِيهِ َ‬
‫حسَنَ َيسَْتضْ ِعفُهُ َاْلحَافِظُ عَنْ َأنْ يُ َرقَّيهُ ِإلَى رُتْبَةِ اَل ّ‬
‫حدِيثَ َاْل َ‬ ‫وَ َهذَا حَ ّق ‪ ,‬فَِإنّ َاْل َ‬
‫ك لَصَ ّح بِاّتفَاقٍ ‪.‬‬ ‫ف مَا َوَلوْ اِْنفَكّ عَنْ َذلِ َ‬ ‫ضعْ ٍ‬ ‫ل َيْنفَكّ عَنْ َ‬

‫سمْتَيْنِ‬
‫جمْ ِع بَيْ َن ال ّ‬
‫صحِيحِ َففِي َاْل َ‬
‫حسَنَ قَاصِرٌ عَنْ اَل ّ‬
‫صحِيحٌ ) ‪َ ،‬علَيْهِ ِإ ْشكَالٌ ‪ِ ،‬بَأنّ َاْل َ‬
‫َوَقوْلُ اَلتّرْ ِمذِيّ ( َهذَا َحدِيثٌ َحسَنٌ َ‬
‫حدِيثٍ وَا ِحدٍ ُمجَاذَبَ ٌة ‪.‬‬‫ِل َ‬

‫صحِيحٍ‪،‬‬
‫ك رَا ِجعٌ ِإلَى ا ِلسْنَادِ ‪ ,‬فََيكُونُ َق ْد ُروِيَ بِِإسْنَادٍ َحسَنٍ ‪ ,‬وَبِِإسْنَادٍ َ‬‫شيْءٍ ل يَْنهَضُ َأَبدًا ‪َ ,‬و ُهوَ َأنّ َذلِ َ‬
‫وَأُجِيبُ عَنْ َهذَا ِب َ‬
‫جوَابُ ‪.‬‬ ‫صحِيحٌ ‪ ،‬ل َنعْ ِرفُهُ إِل مِنْ َهذَا َاْلوَجْهِ ‪ ,‬لِبَطَلَ َهذَا َاْل َ‬
‫وَحِيَنِئذٍ َلوْ قِيلَ ‪َ :‬حسَنٌ َ‬

‫صحِي ٌح ل‬
‫صحِيحٌ ‪َ .‬فكَْيفَ َاْل َعمَلُ فِي َحدِيثٍ َيقُولُ فِيهِ ‪َ :‬حسَنٌ َ‬ ‫وَ َحقِيقَةُ َذلِكَ َأ ْن لَوْ كَانَ َك َذلِكَ َأنْ ُيقَالَ ‪َ :‬حدِيثٌ َحسَنٌ وَ َ‬
‫ك بِِإسْنَادَيْ ِن ‪.‬‬
‫َنعْ ِرفُهُ إِل مِنْ َهذَا َاْلوَجْهِ ؟ َف َهذَا يُبْطِ ُل َقوْلَ مَ ْن قَالَ ‪َ :‬أ ْن َيكُونَ َذلِ َ‬

‫صغَاءُ ا َل ْسمَاعِ ِإلَى ُحسْ ِن مَتْنِ ِه وَجَزَالَةِ‬


‫وََيسُوغُ َأنْ َيكُونَ مُرَادُهُ بِاْلحَسَنِ َاْلمَعْنَى اَللّ َغوِيّ ل اَلصْطِل ِح ّي ‪ ,‬وَ ُهوَ ِإقْبَا ُل اَلنّفُوسِ َوإِ ْ‬
‫ب وَاْلخَيْرِ ‪َ ,‬فكَثِ ٌي مِنَ َاْلمُتُونِ اَلنَّبوِيّ ِة ِب َهذِهِ َاْلمَثَابَةِ ‪.‬‬
‫َلفْظِهِ َومَا فِي ِه مِنْ اَلّثوَا ِ‬

‫حسَنِ َعلَى َبعْضِ (َاْل َموْضُوعَاتِ) ‪ ,‬وَل قَائِ َل ِب َهذَا ‪.‬‬


‫ب ‪َ :‬فعَلَى َهذَا َيلْ َزمُ ِإطْلقُ َاْل َ‬
‫قَا َل شَْيخُنَا اِبْ ُن وَ ْه ٍ‬

‫صحِي ِح ‪ ,‬وَإِّنمَا جَاءَ َاْلقُصُورِ إِ ْذ ِاقَْتصَرَ َعلَى ( َحدِيثِ َحسَنٍ) ‪,‬‬


‫حسَنِ قَْيدُ َاْل ُقصُورِ عَنْ اَل ّ‬ ‫ُثمّ قَالَ ‪َ :‬فَأقُولُ ‪ :‬ل ُيشْتَ َرطُ فِي َاْل َ‬
‫فَاْل ُقصُورُ َيأْتِي ِه مِنَ قيد اَلقِْتصَا ِر ل مِنْ حَْيثُ َحقِيقَتُهُ وَذَاتُ ُه ‪.‬‬

‫ظ وَالِْتقَانِ ‪.‬‬
‫حفْ ِ‬
‫ظ وَاْل ِ‬
‫ق َبعْضٍ ‪ ,‬كَالتّيَقّ ِ‬
‫ضهَا َف ْو َ‬
‫ت َتقْتَضِي قَبُولَ اَل ّروَايَةِ ‪َ ,‬ولِِتلْكَ اَلصّفَاتِ َدرَجَاتٌ َب ْع ُ‬
‫صفَا ٌ‬
‫ُثمّ قَالَ ‪َ :‬فلِل ّروَاةِ ِ‬

‫حفْظِ ‪ ,‬فَإِذَا وُ ِجدَ ِ‬


‫ت‬ ‫صدْقِ ‪-‬مَثَلً‪ -‬وَ َع َدمِ اَلّت ْهمَةِ ‪ ,‬ل يُنَافِيهِ ُوجُودُ مَا ُهوَ َأ ْعلَى مِنْ ُه مِنْ الِْتقَانِ وَاْل ِ‬ ‫َفوُجُودُ اَلدّرَجَةِ اَلدّنْيَا كَال ّ‬
‫صحِيحٌ) بِاعْتِبَار َاْلعُلْيَا ‪.‬‬
‫ق َفصَحّ َأنْ ُيقَالَ ‪َ ( :‬حسَنٌ) بِاعْتِبَار اَلدّنْيَا ‪َ ( ,‬‬ ‫صدْ ِ‬‫حفْظِ َمعَ اَل ّ‬ ‫ك وُجُودَ اَلدّنْيَا كَاْل ِ‬
‫اَل ّدرَجَةُ َاْلعُلْيَا ‪َ ,‬لمْ يُنَافِ َذلِ َ‬
‫صحِيحٍ َحسَنًا ‪ ,‬فَُيلْتَ َزمُ َذلِكَ ‪َ ,‬و َعلَيْهِ ِعبَارَاتُ َاْلمَُت َقدّ ِميَ ‪ ,‬فَإِّن ُه ْم َقدْ َيقُولُو َن فِيمَا صَحّ ‪َ :‬هذَا‬
‫ك َأنْ َيكُونَ كُلّ َ‬
‫وََيلْزَمُ َعلَى َذلِ َ‬
‫َحدِيثٌ َحسَنٌ ‪.‬‬

‫ُقلْتُ ‪:‬‬

‫فَأَ ْعلَى مَرَاِتبِ َاْلحَسَنِ ‪َ :‬بهْزُ بْ ُن َحكِيمٍ ‪ ,‬عَ ْن أَبِيهِ ‪ ,‬عَنْ َجدّهِ ‪.‬‬

‫و ‪ :‬عمرو بْ ُن ُشعَْيبٍ ‪،‬عَنْ أَبِيهِ ‪ ,‬عَنْ َجدّهِ ‪.‬‬

‫ح ّمدُ بْنُ عمرو عَ ْن أَبِي َسَلمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَِ ‪.‬‬


‫و ‪ُ :‬م َ‬

‫و ‪ :‬ابنُ إسحاق ‪ ،‬عن ممد بن إبراهيم التّْيمِي ‪ ،‬وأمثالُ ذلك ‪.‬‬

‫لفّاظ يصححون هذه الطرق ‪ ،‬وينعتونا بأنا من أدن مراتب‬


‫ب بي الصحةِ والُسن ‪ ،‬فإنّ ِعدّةً من ا ُ‬
‫وهو قِس ُم مُتجاذَ ٌ‬
‫الصحيح ‪.‬‬

‫ص ِم بْنِ‬
‫حدِيثِ َاْلحَارِثِ بْ ِن عَْبدِ اَللّ ِه وَعَا ِ‬
‫ض ّعفُوَنهَا ‪َ ,‬ك َ‬
‫حسّنُوَنهَا ‪ ,‬وَآخَرُونَ ُي َ‬
‫ض ُهمْ ُي َ‬‫ع فِيهَا ‪َ ,‬بعْ ُ‬
‫ُثمّ َب ْعدَ َذلِكَ َأمِْثلَةٌ كَِثيَ ٌة يُتَنَازَ ُ‬
‫سمْحِ ‪ ,‬وَ َخلْ ٍق ِسوَا ُهمْ ‪.‬‬
‫ف وَ َدرّاجٍ أَبِي اَل ّ‬
‫ضمُرَ َة ‪ ,‬وَ َحجّاجِ ابْ ِن َأرْطَاةَ ‪ ,‬و ُخصَيْ ٍ‬ ‫َ‬
‫ضعِيفُ‬
‫‪ - 3‬اَل ّ‬

‫حسَنِ َأمْ ل ؟ ‪.‬‬


‫ل َومِنْ َث ّم تُرُدّ َد فِي َحدِيثِ أُنَاسٍ ‪ ,‬هَ ْل َبَلغَ َحدِيُث ُهمْ ِإلَى َدرَجَةِ َاْل َ‬
‫حسَنِ َقلِي ً‬
‫مَا َنقَصَ عَنْ َدرَجَةِ َاْل َ‬

‫ضعِيفِ ‪.‬‬
‫خلْقٌ كَثِ ٌي مِنْ َاْلمُتَ َوسّطَيْ ِن فِي اَل ّروَايَ ِة ِب َهذِهِ َاْلمَثَابَ ِة ‪ ,‬فَآخِرُ مَرَاِتبِ َاْلحَسَنِ ِهيَ َأوّ ُل مَرَاِتبِ اَل ّ‬
‫وَبِل رَْيبَ َف َ‬

‫ضعِيفَ َاّلذِي فِي "اَلسّنَنِ" َوفِي ُكُتبِ َاْل ُف َقهَاءِ ‪َ ,‬و ُروَاته لَْيسُوا بِاْلمَتْرُو ِكيَ ‪ ,‬كَابْ ِن َلهِيعَةً ‪ ,‬وَعَْبدِاَلرّ ْحمَ ِن بْ ِن زَْيدِ بْنِ‬ ‫َأعْنِي ‪ :‬اَل ّ‬
‫ج بْ ِن َفضَالَةَ ‪ ,‬و ِرشْدِين وَ َخلْقٍ كَثِيٍ ‪.‬‬ ‫صيّ ‪َ ,‬وفَ َر ِ‬
‫حمْ ِ‬
‫َأ ْسلَ َم ‪ ,‬وَأَبِي َبكْرِ ابْنِ َأبِي مَرَْيمَ اْل ِ‬
‫‪ -4‬اَْلمَ ْطرُوحُ‬

‫ضعِيفِ ‪.‬‬
‫مَا اِْنحَطّ عَ ْن رُتْبَةِ اَل ّ‬

‫وَيُ ْروَى فِي َبعْضِ َاْلمَسَانِيدِ اَل ّطوَا ِل َوفِي الَجْزَاءِ ‪ ,‬بَ ْل َوفِي "سُنَنِ اِبْ ِن مَاجَهْ" وَ"جَا ِمعِ َأبِي عِيسَى" ‪.‬‬

‫ج ْع ِفيّ ‪ ,‬عَنْ َاْلحَارِثِ عَنْ َعَليّ ‪.‬‬


‫مِثْلُ َعمْ ِروِ بْ ِن ِشمْرٍ ‪ ,‬عَنْ جَابِرٍ اْل ُ‬

‫خيّ ‪ ,‬عَ ْن مُرّةَ اَلطّّيبِ‪ ,‬عَ ْن أَبِي َبكْرٍ ‪.‬‬


‫ص َدقَةٍ اَل ّدقِي ِقيّ عَ ْن فَ ْرَق ٍد السَّب ِ‬
‫وَ َك َ‬

‫ضحّاكِ عَنْ اِبْنِ عَبّاسٍ ‪.‬‬


‫وَ ُجوَيْبِرٍ عَنْ اَل ّ‬

‫حكَ ِم بْنِ أَبَانَ ‪ ,‬عَنْ ِعكْ َرمَةَ ‪.‬‬


‫وَ َحفْصُ بْ ُن ُعمَرَ َالْ َعدَِنيّ ‪ ,‬عَنْ َاْل َ‬

‫ض ُهمْ َأفْضَ ُل مِنْ َبعْضٍ ‪.‬‬


‫ك مِنْ َاْلمَتْرُو ِكيَ وَاْل َه ْلكَى ‪ ،‬وََبعْ ُ‬
‫وََأشْبَاهِ َذلِ َ‬
‫‪ -5‬اْل َم ْوضُوعُ‬

‫سخَةِ َعِليّ الرّضَا اْل َم ْكذُوبَةِ َعلَيْ ِه ‪.‬‬


‫مَا كَانَ مَتْنُ ُهِ ُمخَالِفًا ِللْ َقوَا ِع ِد ‪َ ,‬ورَاوِيهِ َكذّابًا كَا َلرَْبعِيَ اْلوَدَعَانِيّ ِة ‪ ,‬وَكَُن ْ‬

‫وَ ُه َو مَرَاِتبُ مِنْهُ ‪:‬‬

‫حوِ َذلِكَ ‪.‬‬


‫ب مِنْ ُه وََن ْ‬
‫ضعِهِ وَبَِتجْرِبَةِ اْل َكذِ ِ‬
‫مَا اّت َفقُوا َعلَى أَنّ ُه َكذِبٌ ‪ .‬وََيعْ َرفْ َذلِكَ ِبِإقْرَارِ وَا ِ‬

‫سمّيَ ُه َموْضُوعًا ‪.‬‬


‫جسُرُ َأنْ ُن َ‬
‫ط مَطْرُوحٌ وَل َن ْ‬
‫ع ‪ .‬وَالخَرُونَ َيقُولُونَ ُهوَ َحدِيثٌ سَاقِ ٌ‬
‫َومِنْهُ مَا الَكْثَرُونَ َعلَى أَنّ ُه َموْضُو ٌ‬

‫ج ْمهُورُ َعلَى وَهَنِ ِه َو ُسقُوطِ ِه ‪ ,‬وَالَْبعْضُ َعلَى أَنّ ُه َكذِبٌ ‪.‬‬


‫َومِنْهُ مَا اْل ُ‬

‫جهَْب ُذ فِي َنقْ ِد الذّ َهبِ َوْ‬


‫س مَا ُيؤْتَا ُه الصّيْ َرِفيّ اْل ِ‬
‫ق مَُت َعدّدَةٌ ‪ ,‬وَإِ ْدرَا ٌك َقوِيّ َتضِيقُ عَنْ ُه عِبَارَُت ُهمْ مِنْ جِنْ ِ‬
‫ك طُرُ ٌ‬ ‫َولَ ُه ْم فِي َن ْقدِ َذلِ َ‬
‫جوَا ِهرِ وَالْ ُفصُوصِ لَِت ْقوِ ِيهَا ‪.‬‬‫ي لَِن ْقدِ اْل َ‬
‫جوْهَرِ ّ‬‫اْل ِفضّةِ ‪َ ،‬أوْ اْل َ‬

‫ب وَالتّرْهِيبِ ‪َ ,‬أ ْو‬ ‫َفِلكَثْرَةِ ُممَارَسَِت ِهمْ لِللْفَاظِ النَّبوِيّ ِة إِذَا جَاءَ ُهمْ َلفْظٌ رَكِيكٌ أَعْنِي ُمخَالِفًا ِللْ َقوَا ِعدِ ‪َ ,‬أ ْو فِيهِ اْل ُمجَا َزفَةُ فِي التّرْغِي ِ‬
‫ح ُكمُو َن بَِأنّ َهذَا ُمخْتَلَ ٌق مَا قَالَهُ‬
‫ب َأوْ وَضّاعٌ‪ ,‬فََي ْ‬ ‫شمْسِ فِي أَثْنَائِ ِه رَجُلٌ َكذّا ٌ‬ ‫اْل َفضَائِلِ ‪َ ,‬وكَانَ بِِإسْنَا ٍد مُظِْلمٍ ‪َ ,‬أوْ ِإسْنَا ٍد ُمضِيءٍ كَال ّ‬
‫َرسُولُ اللّ ِه ‪ r‬وَتََتوَاطَأُ َأ ْقوَاُلهُ ْم فِيهِ َعلَى َشيْ ٍء وَا ِحدٍ ‪.‬‬

‫ضعِ فِي رَدّهِ لَيْسَ ِبقَا ِطعٍ فِي َكوْنِ ِه َموْضُوعًا ; ِلجَوَازِ َأنْ َي ْكذِبَ فِي ا ِلقْرَارِ ‪.‬‬
‫َوقَا َل شَْيخُنَا ابْنُ َدقِيقِ اْلعِيدِ ِإقْرَارُ الرّاوِي بِاْلوَ ْ‬

‫جوِي ِز وَالحِْتمَالِ الَْبعِيدِ َل َوقَعْنَا فِي اْل َو ْس َوسَةِ وَالسّ ْفسَطَةِ ‪.‬‬
‫ُقلْتُ ‪َ :‬هذَا فِي ِه َبعْضُ مَا فِي ِه ‪ ,‬وََنحْ ُن َلوْ افْتََتحْنَا بَابَ الّت ْ‬

‫نعم كث ٌي من الحاديث الت ُو ِسمَتْ بالوضع ‪ ،‬ل دلي َل على وضعها ‪َ ،‬كمَا َأنّ كَِثيًا مِنْ اْل َموْضُوعَاتِ ل نَرْتَابُ فِي َكوِْنهَا‬
‫َموْضُوعَةً ‪.‬‬
‫‪ -6‬اَْل ُمرْسَلُ‬

‫صحَاِبيّ مِنْ ِإسْنَادِهِ فََيقُولُ اَلتّاِب ِعيّ قَالَ َرسُولُ اَللّهِ ‪. r‬‬
‫َعَلمٌ َعلَى مَا َسقَطَ ذِكْرُ اَل ّ‬

‫صحَاحِ َاْلمَرَاسِيل ‪:‬‬


‫خ ْمسَةُ َاْلمَاضِيَ ُة َفمِنْ ِ‬
‫وََيقَ ُع فِي َاْلمَرَاسِيلِ الَْنوَاعُ َاْل َ‬

‫مرسَلُ سعيد بن السيّب ‪.‬‬

‫ق‪.‬‬
‫وَ ‪ :‬مُ ْرسَ ُل مَسْرُو ٍ‬

‫حيّ ‪.‬‬
‫وَ ‪ :‬مُ ْرسَ ُل الصّنَاِب ِ‬

‫حوُ َذلِكَ ‪.‬‬


‫س بْنِ أَبِي حَا ِزمٍ وََن ْ‬
‫وَ ‪ :‬مُ ْرسَ ُل قَيْ ِ‬

‫فَِإنّ َالْمُ ْرسَلَ إِذَا صَحّ ِإلَى تَاِب ِعيّ كَبِ ٍي ‪َ ,‬ف ُهوَ ُحجّ ٌة عِْندَ َخلْ ٍق مِنْ َالْ ُف َقهَاءِ ‪.‬‬

‫ك اَلرّجُلِ ‪َ ,‬وِإنْ كَانَ مَتْرُوكًا َأ ْو سَاقِطًا وُهّنَ‬


‫حدِيثُ مِ ْن قِبَلِ َذلِ َ‬
‫ض ّعفَ َاْل َ‬
‫ضعِيفٌ ِإلَى مِثْلِ اِبْنِ َاْل ُمسَيّبِ ‪ُ ,‬‬
‫فَِإنْ كَانَ فِي اَل ّروَاةِ َ‬
‫َاْلحَدِيثُ َوطُ ِرحَ ‪.‬‬

‫وَيُو َجدُ فِي َاْلمَرَاسِي ِل َموْضُوعَاتٌ ‪.‬‬

‫َن َعمْ وَِإنْ صَحّ ا ِلسْنَادُ ِإلَى تَاِب ِعيّ مَُت َوسّطِ اَلطَّبقَةِ ‪َ ،‬كمَرَاسِي ِل ُمجَا ِه ٍد ‪ ,‬وَإِبْرَاهِي َم وَالشّعِْبيّ ‪َ ,‬ف ُه َو مُ ْرسَلٌ جَّيدٌ ‪ ,‬ل َب ْأسَ بِهِ ‪َ ,‬يقَْبلُهُ‬
‫َق ْومٌ وَيَرُدّ ُه آخَرُونَ ‪.‬‬

‫َومِنْ َأ ْوهَى َاْلمَرَاسِيل عِْندَ ُهمْ مَرَاسِيلُ َاْلحَسَ ِن ‪.‬‬

‫صغَارٍ اَلتّاِب ِعيَ ‪.‬‬


‫ي ‪َ ,‬وقَتَادَ َة ‪ ,‬وَ ُحمَْيدٍ اَل ّطوِيلِ مِنْ ِ‬
‫ك ‪ :‬مَرَاسِيلُ اَلزّهْرِ ّ‬
‫وََأوْهَى مِنْ َذلِ َ‬

‫صحَاِبيّ ‪,‬‬
‫ت َهؤُلءِ عَ ْن تَاِب ِعيّ كَبِيٍ ‪ ,‬عَنْ َ‬
‫ت ‪ ,‬فَِإنّ غَاِلبَ ِروَايَا ِ‬
‫ت َومُنْقَ ِطعَا ٍ‬
‫ي َي ُعدّونَ مَرَاسِيلَ َهؤُل ِء مُ ْعضَل ٍ‬ ‫ح ّققِ َ‬ ‫وَغَاَلبُ َالْ ُم َ‬
‫فَالظّ ّن ِبمُ ْر ِسلِهِ أَنّهُ َأ ْسقَطَ مِنْ ِإسْنَادِهِ اِثْنَيْ ِن ‪.‬‬
‫‪ - 7‬ا ُل ْعضَلُ‬

‫ط مِنْ ِإسْنَادِهِ اِثْنَا ِن َفصَا ِعدًا ‪.‬‬


‫ُه َو مَا َسقَ َ‬
‫‪ - 8‬وَكَذَِلكَ َالْمُْنقَطِعُ‬

‫ع قَلّ مَنْ ِاحْتَ ّج بِهِ ‪.‬‬


‫َف َهذَا اَلّنوْ ُ‬

‫ك ‪ :‬بَلغَنِي أ ّن رسولَ ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬كذا وكذا ‪ .‬فإ ّن مالكا متثّبتٌ ‪ ،‬فلعلّ بلغاتهِ‬
‫وأجوَدُ ذلك ما قال فيه مال ُ‬
‫أقوى من مراسَيل مِثل ُحمَيد ‪ ،‬و قتادة ‪.‬‬

‫‪ - 9‬اَلْ َم ْوقُوفُ‬

‫صحَاِب ّي مِ ْن َقوْلِهِ َأ ْو ِف ْعلِهِ ‪.‬‬


‫وَ ُه َو مَا ُأسِْندَ ِإلَى َ‬
‫‪َ -10‬و ُمقَابُِلهُ َالْ َمرْفُوعُ‬

‫سبَ ِإلَى اَلنِّبيّ ‪ r‬مِنْ َق ْولِهِ َأوْ ِف ْعلِهِ ‪.‬‬


‫وَ ُه َو مَا ُن ِ‬

‫‪ - 11‬اَلْ ُمّتصِ ُل‬

‫ع وَاْل َم ْوقُوفِ ‪.‬‬


‫ك َعلَى َاْلمَ ْرفُو ِ‬
‫صدُقُ َذلِ َ‬
‫ع ‪ ,‬وََي ْ‬
‫مَا اِّتصَلَ سََندُ ُه ‪َ ,‬وسَِل َم مِنْ اَلْنقِطَا ِ‬

‫‪ - 12‬اَلْ ُمسْنَدُ‬

‫ُه َو مَا اِّتصَلَ سََندُ ُه ِبذِكْرِ اَلنِّب ّي ‪. r‬‬

‫َوقِيلَ ‪َ :‬يدْخُ ُل فِي َاْل ُمسَْندِ كُ ّل مَا ذُكِ َر فِيهِ اَلنِّب ّي ‪ r‬وَِإنْ كَا َن فِي أَثْنَا ِء سََندِهِ اِْنقِطَاعٌ ‪.‬‬

‫‪ -13‬اَلشّاذّ‬

‫ُه َو مَا خَاَلفَ رَاوِيهِ اَلّثقَاتِ َأ ْو مَا اِْنفَرَ َد بِ ِه مَنْ ل َيحَْتمِلُ حَالُ ُه قَبُو َل َتفَرّدِهِ ‪.‬‬
‫‪ -14‬اَلْمُْن َكرُ‬

‫ق مُْنكَرًا ‪.‬‬
‫ضعِيفُ بِ ِه ‪َ ,‬وَقدْ ُي َع ّد مُفْرَدُ اَلصّدُو ِ‬
‫وَ ُه َو مَا اِْنفَرَدَ اَلرّاوِي اَل ّ‬

‫‪ -15‬اَْل َغرِيبُ‬

‫شهُورِ ‪.‬‬
‫ضدّ َاْلمَ ْ‬
‫ِ‬

‫فَتَارَةً تَ ْر ِجعُ غَرَابَتُ ُه ِإلَى َاْلمَتْنِ ‪ ,‬وَتَارَةً ِإلَى اَلسَّندِ ‪.‬‬

‫وَاْلغَرِيبُ صَا ِدقٌ َعلَى مَا صَ ّح ‪ ,‬وَ َعلَى مَا َلمْ َيصِ ّح ‪ ,‬وَالّتفَرّدُ َيكُونُ ِلمَا اْنفَرَ َد بِهِ اَلرّاوِي ِإسْنَادًا َأوْ مِتْنَا ‪ ،‬وََيكُونُ ِلمَا َتفَرّ َد بِهِ عَنْ‬
‫شَيْ ٍخ ُمعَيّنٍ ‪َ ,‬كمَا ُيقَالُ َلمْ َي ْروِهِ عَ ْن ُسفْيَانَ إِل اِبْنُ َم ْهدِيّ ‪َ ,‬وَلمْ يَ ْروِهِ عَ ْن اِبْنِ جُرَيْ ٍج إِل ابْنُ َاْلمُبَا َركِ ‪.‬‬

‫سلْسَلُ‬
‫‪ -16‬اَلْمُ َ‬

‫س ِمعْتُ ‪َ ,‬أوْ َكمَا ُس ْلسِلَ بِا َلوّلِيّةِ ِإلَى ُسفْيَانَ ‪.‬‬


‫صفَةٍ وَا ِحدَ ٍة فِي طَبَقَاتِهِ ‪َ ,‬كمَا َس ْلسَلَ ِب َ‬
‫مَا كَانَ سََندُهُ َعلَى ِ‬

‫شقِّييَ ‪,‬‬
‫س ْلسَلُ بِال ّدمَ ْ‬
‫ف ‪ ,‬وَاْلمُ َ‬
‫سلْسَ ُل ِبقِرَاءَ ِة سُورَةِ اَلصّ ّ‬
‫ب رُوَاِتهَا َوَأ ْقوَاهَا َاْلمُ َ‬
‫ت وَا ِهيَةٌ ‪َ ,‬وأَكْثَرُهَا بَاطِلَ ٌة ; ِل َكذِ ِ‬
‫س ْلسَل ِ‬
‫وَعَامّةُ َاْلمُ َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫حمّدِينَ ِإلَى اِبْ ِن ِشهَا ٍ‬‫سلْسَ ُل بِاْل ُم َ‬
‫سلْسَ ُل بِاْلمِصْرِّييَ ‪ ,‬وَالْ ُم َ‬
‫وَاْل ُم َ‬

‫‪ -17‬اْل ُمعَْنعَنُ‬

‫مَا ِإسْنَادُ ُه فُلنٌ عَ ْن فُلنٍ ‪.‬‬

‫َفمِنْ اَلنّاسِ مَنْ قَالَ ل يُثَّبتُ حَتّى َيصِ ّح ِلقَاءُ اَلرّاوِي ِبشَْيخِ ِه َي ْومًا مَا ‪َ ,‬ومِْن ُهمْ مَنْ اِكَْتفَى ِب ُمجَرّدِ ِإ ْمكَانَ اَلّلقِ ّي ‪ ,‬وَ ُهوَ َمذْ َهبُ‬
‫سلِ ٍم ‪َ ,‬وَقدْ بَاَلغَ فِي اَلرّدّ َعلَى ُمخَاِلفِهِ ‪.‬‬
‫ُم ْ‬
‫ُثمّ ِبَتقْدِير تََيقّنِ اَللّقَاءِ ‪َ ,‬يشْتَرِطُ َأنْ ل َيكُونَ اَلرّاوِي عَ ْن شَْيخِ ِه ُمدَّلسًا فَِإ ْن لَ ْم َيكُنْ َح َملْنَاهُ َعلَى اَلّتصَالِ فَِإنْ كَا َن مُ َدّلسًا‬
‫سمَاعِ ‪.‬‬ ‫حمَلُ َعلَى اَل ّ‬ ‫فَا َل ْظهَرُ َأنّهُ ل َي ْ‬

‫ت فَل َب ْأسَ ‪ ,‬وَِإنْ كَانَ ذَا َت ْدلِيسٍ عَنْ اَلضّ َعفَاءِ َفمَرْدُودٌ ‪.‬‬
‫ُثمّ ِإنْ كَانَ َالْ ُم َدلّسُ عَ ْن شَْيخِهِ ذَا َتدْلِيسٍ عَنِ اَلّثقَا ِ‬

‫صحَاحِ َحدِيثَ َاْل َولِيدِ ‪,‬‬


‫صحَابُ اَل ّ‬
‫فَإِذَا قَا َل َاْلوَلِيدُ َأوْ َبقِيّةُ عَ ْن ا َل ْوزَا ِع ّي َفوَا ٍه ‪ ،‬فَإِّن ُهمَا ُيدَّلسَانِ َكثِيا عَ ْن َالْ َه ْلكَى ؛ َوِلهَذَا يَّتقِي أَ ْ‬
‫َفمَا جَاءَ ِإسْنَادُ ُه ِبصِيغَة عَ ْن اِبْنِ جُرَيْ ٍج َأوْ عَنِ ا َل ْوزَا ِعيّ‪َ ,‬تجَنّبُو ُه ‪.‬‬

‫ك الَِئمّةَ كَالُْبخَارِيّ َوأَبِي حَاِت ٍم وَأَبِي دَاوُدَ ‪ ,‬عَاَينُوا اَلصُولَ ‪ ,‬وَعَ َرفُوا‬ ‫ث ‪ ,‬فَِإنّ أُولَئِ َ‬‫حدّ ِ‬ ‫وَ َهذَا فِي َزمَانَنَا َي ْعسُرَ َن ْقدُهُ َعلَى َاْل ُم َ‬
‫حوِهِ َدخَلَ اَلدّخَلُ َعلَى َاْلحَا ِك ِم فِي َتصَ ّرفِهِ فِي‬
‫ِعلََلهَا ‪ ,‬وََأمّا َنحْنُ فَطَالَتْ َعلَيْنَا ا َلسَانِيدُ ‪َ ,‬وُف ِقدَتِ َاْلعِبَارَاتُ َاْلمُتََيقّنَةُ ‪ ,‬وَِبمِثْلِ َهذَا وََن ْ‬
‫"َاْلمُسَْت ْدرَكِ" ‪.‬‬

‫‪ - 18‬اَلْمُـدَّلسُ‬

‫سمَعْ ُه مِنْهُ َأوْ َل ْم ُيدْرِكْ ُه ‪.‬‬


‫مَا َروَاهُ اَلرّجُلُ عَ ْن آخَ َر َولَ ْم َي ْ‬

‫ك ‪ ,‬وَنَظَ َر فِي طََبقَتِهِ هَلْ ُيدْ ِركُ مَنْ ُه َو َف ْوقَهُ ? فَِإنْ‬ ‫ب ‪ ,‬وَِإ ْن قَالَ عَنْ ‪ ,‬اِحَْتمَلَ َذلِ َ‬‫ح بِالّتصَا ِل َوقَالَ َحدّثَنَا ‪َ ,‬ف َهذَا َكذّا ٌ‬ ‫فَِإنْ صَ ّر َ‬
‫كَانَ َلقِيَهُ َف َقدْ قَ ّررْنَا ُه ‪ ,‬وَِإ ْن لَ ْم َيكُنْ َلقِيَ ُه فََأ ْمكَنَ َأنْ َيكُونَ ُمعَاصِرَهُ ‪َ ,‬ف ُه َو َمحَلّ تَرَدّ ٍد ‪َ ,‬وِإنْ َلمْ ُي ْمكِ ْن َفمُنْقَ ِطعٌ ‪َ ,‬كقَتَادَةَ عَنْ أَبِي‬
‫هُرَيْرَةَ ‪.‬‬

‫وَ ُح ْكمُ "قَالَ" ُح ْكمُ "عَنْ"‪َ ,‬وَل ُهمْ فِي َذلِكَ َأغْرَاضٌ ‪.‬‬

‫ض َمذْمُومٌ وَجِنَايَةٌ َعلَى اَلسّنّ ِة ‪ ,‬وَمَ ْن ُيعَانِي َذلِكَ جُ ِرحَ ِبهِ‬


‫ض ْعفُهُ ‪َ ,‬ف َهذَا غَرَ ٌ‬
‫سمّى َلعُرِفَ َ‬
‫فَِإنْ كَانَ َلوْ صَ ّرحَ ِبمَنْ َحدّثَهُ عَ ْن َالْ ُم َ‬
‫فَِإنّ اَلدّينَ اَلنّصِيحَ ُة ‪.‬‬

‫سمّيَ اَلشّيْ َخ مَرّةً ‪ ,‬وَُيكَنّيَهُ ُأخْرَى ‪ ,‬وَيَْنسُبَهُ ِإلَى صَْنعَةٍ َأ ْو َبلَدٍ ل َيكَادُ‬ ‫وَِإنْ َف َعلَهُ َطلَبًا لِ ْلعُُل ّو َفقَطْ ‪َ ,‬أوْ إِيهَامًا بَِتكِْثيِ اَلشّيُوخِ بَِأ ْن ُي َ‬
‫صدُ بِ ِه مَنْ ُيَبخّرُ اَلنّاسَ ‪َ ,‬أوْ ‪َ :‬حدّثَنَا َعِليّ ِبمَا َورَاءَ اَلّنهْرِ ‪ ,‬وََتعْنِي ِبهِ‬ ‫ُيعْ َرفُ بِهِ َوَأمْثَالِ َذلِكَ ‪َ ,‬كمَا َتقُولُ ‪َ :‬حدّثَنَا َالُْبخَارِيّ ‪ ,‬وََت ْق ِ‬
‫ع تَرْكُهُ ‪.‬‬ ‫ضعًا بقُوصَ ‪َ ،‬أوْ ‪َ :‬حدّثَنَا ِبحَرّانَ وَتُرِي ُد قَرْيَةً َاْلمَ ْرجِ َف َهذَا ُمحَْتمَل ‪ ,‬وَاْل َورَ ُ‬ ‫َنهْرًا ‪َ ،‬أوْ ‪َ :‬حدّثَنَا بِزَبِيدَ وَتُرِيدُ َموْ ِ‬

‫حسَنِ قَالَ ‪َ :‬حدّثَنَا أَبُو‬


‫حسَنُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَ َة ‪ .‬وَ ُج ْمهُورُ ُهمْ َعلَى أَنّ ُه مُْنقَطِ ٌع َلمْ َي ْلقَهُ َوَقدْ ُروِيَ عَنْ َاْل َ‬ ‫َومِنْ َأمِْثلَةِ اَلّتدْلِيسِ ‪َ :‬اْل َ‬
‫حدّثَنَا َأهْ َل َبلَدِهِ ‪.‬‬
‫هُرَيْرَةِ ‪َ ,‬فقِيلَ ‪ :‬عَنَى ِب َ‬
‫سدَةٌ ‪َ ,‬وَلكِّنهَا فِي غَيْرِ"جَا ِمعِ َالُْبخَارِيّ"‬ ‫صحِيحُ ‪َ ,‬ف َهذِ ِه مَ ْف َ‬‫َوَقدْ ُيؤَدّي َت ْدلِيسُ ا َل ْسمَاءِ ِإلَى َجهَالَةِ اَلرّاوِي اَلّثقَةِ ‪ ,‬فَيُرَدّ خَبَرُ ُه ال ّ‬
‫صحَاحِ ‪ ,‬فَِإنّ اَلرّجُ َل َقدْ قَا َل فِي "جَا ِمعِهِ" ‪َ :‬حدّثَنَا عَْبدُاَللّهِ ‪َ ,‬وَأرَا َد بِهِ اِبْنَ صَالِحٍ َاْل ِمصْرِيّ َوقَالَ‬ ‫حوِهِ ‪َ ,‬اّلذِي َتقَ ّررَ َأنّ َموْضُوعَ ُه لِل ّ‬ ‫وََن ْ‬
‫س مَنَافٍ لِلخْلصِ ِلمَا فِي ِه مِنْ اَلتّزَيّنِ ‪.‬‬ ‫ي ‪ ,‬وَِبكُلّ حَالٍ اَلّتدْلِي ُ‬ ‫ب ‪ ,‬وََأرَا َد بِهِ اِبْنَ كَا ِسبٍ َوفِي ِهمَا لِ ٌ‬ ‫‪َ :‬حدّثَنَا َي ْعقُو ُ‬

‫‪ -19‬اَلْ ُمضْ َط ِربُ وَالْ ُمعَلّ ُل‬

‫مَا ُروِيَ َعلَى َأوْجُ ٍه ُمخْتَِلفَةٍ ; فََيعْتَلّ َاْلحَدِيثُ ‪.‬‬

‫س ِبمَ ْعلُولٍ ‪َ ,‬وَقدْ سَاقَ اَلدّا َرقُطِْنيّ كَثِيًا مِنْ َهذَا‬


‫فَِإنْ كَاَنتْ َالْ ِعلّةُ غَيْ َر ُمؤَثّرَةٍ ‪ ,‬بَِأ ْن يَ ْروِيَهُ اَلثَّبتِ َعلَى وَجْ ٍه ‪ ,‬وَُيخَاِلفَهُ وَا ٍه َفلَيْ َ‬
‫حكْ َم لِلثَّبتِ ‪.‬‬
‫صبْ ; لنّ َاْل ُ‬ ‫ط فِي "كِتَابِ اْل ِعلَلِ " ‪َ ،‬فَلمْ ُي ِ‬ ‫اَلّنمَ َ‬

‫ت لَهُ ‪.‬‬
‫صلِهِ ‪ ,‬لمْرَيْنِ ِلضَ ْعفِ رَاوِي ِه ; وَلنّ َه َمعْلُولٌ ِبِإ ْرسَالِ اَلثّبَ ِ‬
‫صلَهُ ‪ ,‬فَل عِبْرَ َة ِبوَ ْ‬
‫فَِإنْ كَانَ اَلثّبَتُ َأ ْر َسلَهُ ‪-‬مَثَلً‪ -‬وَاْلوَاهِي وَ َ‬

‫حفّاظُ إِل ِل ُمخَالَفَِت ِهمْ لِلثْبَاتِ ‪.‬‬


‫ض ّعفَ ُهمْ َاْل ُ‬
‫ُثمّ اِ ْعَلمْ َأنّ أَكْثَرَ َاْلمَُت َكلّ ِم فِي ِهمْ ‪ ,‬مَا َ‬

‫ت;‬
‫ت ُيخَالِفُونَ ُه ‪ ,‬فَاْلعِبْرَةُ ِبمَا ِاجَْت َمعَ َعلَيْهِ اَلّثقَا ُ‬
‫ث َقدْ َروَاهُ اَلثَّبتُ ِبِإسْنَادٍ ‪َ ,‬أ ْو َوَقفَهُ ‪َ ,‬أ ْو َأ ْرسَلَ ُه وَ ُرَفقَاؤُهُ الَثْبَا ُ‬
‫وَِإنْ كَانَ َاْلحَدِي ُ‬
‫جمَاعَةِ ‪.‬‬ ‫فَِإنّ َاْلوَا ِح َد َقدْ َي ْغلَطُ ‪ ,‬وَهُنَا َقدْ تَرَجّ َح ظُهُورُ َغلَطِ ِه فَل َت ْعلِيلَ ‪ ,‬وَاْلعِبْرَ ُة بِاْل َ‬

‫ب َيسُوقُ َالُْبخَارِيّ َو ُمسِْلمٌ‬


‫ح ْكمُ ل َحدِ ِهمَا َعلَى اَل َخرِ ‪َ ,‬ف َهذَا اَلضّرْ ُ‬ ‫وَِإنْ َتسَاوَى َاْل َعدَدُ وَاخَْتَلفَ َاْلحَافِظَانِ ‪َ ,‬وَلمْ يَتَرَجّحْ َاْل ُ‬
‫َاْلوَ ْجهَيْنِ ‪ -‬مِنْهُ ‪ -‬فِي كِتَابَْي ِهمَا ‪ .‬وَبِا َل ْولَى َس ْوُقهُمَا ِلمَا اِخَْتَلفَا فِي َلفْظِهِ ِإذَا َأ ْمكَنَ َج ْمعُ َمعْنَاهُ ‪.‬‬

‫ومن أمثلة اختلف الافِ َظيِ ‪ :‬أن يُس َميَ أحدُها ف السناد ثقةً ‪ ،‬ويُبدِله الخ ُر بثقةٍ آخر ‪ ،‬أو يقولَ أحدُها ‪ :‬عن رجل ‪،‬‬
‫ويقولَ الخ ُر ‪ :‬عن فلن ‪ ،‬فيُسميّ ذلك الب َهمَ ‪ ،‬فهذا ل َيضُرّ ف الصحة ‪.‬‬

‫فأمّا إذا اخَتلَف جاعةُ فيه ‪ ،‬وأََتوْا به على أقوالٍ عدًة ‪ ،‬فهذا يُوهِنُ الديث ‪ ،‬وَيدُلّ على أ ّن راوِيَه ل يُتقِنه ‪.‬‬

‫س ِب ُمعْتَلّ ‪ ,‬كََأنْ َيقُو َل مَالِكٌ ‪ :‬عَ ْن اَلزّهْرِيّ ‪ ,‬عَنْ اِبْ ِن‬ ‫ِن ْعمَ َلوْ َحدّثَ ِبهِ َعلَى ثَلثَةِ َأوْجُ ٍه تَرْ ِجعُ ِإلَى وَجْ ٍه وَا ِح ٍد ‪َ ,‬ف َهذَا لَيْ َ‬
‫َالْ ُمسَّيبِ ‪ ,‬عَ ْن أَبِي هُرَيْرَ َة ‪ ,‬وََيقُولَ ُعقَيْلٌ ‪ :‬عَنْ اَلزّهْرِيّ ‪ ,‬عَ ْن أَبِي َسَلمَةَ ‪ .‬وَيَ ْروِي ِه اِبْنُ عُيَيْنَةَ ‪ ,‬عَ ْن اَلزّهْرِيّ ‪ ,‬عَنْ َسعِي ٍد وَأَبِي َسلَمَةَ‬
‫َمعًا ‪.‬‬

‫‪ -20‬اَلْمُ ْدرَجُ‬
‫ص ْلبِ َاْلحَدِيثِ ‪ ,‬وََيدُلّ َدلِيلٌ َعلَى أَّنهَا مِنْ َلفْظِ‬
‫ظ َت َقعُ مِ ْن َبعْضِ اَل ّروَاةِ ‪ ,‬مُّتصِلَ ًة بِاْلمَتْنِ ‪ ,‬ل َيِبيُ لِلسّا ِمعِ إِل أَّنهَا مِنْ ُ‬
‫ِهيَ َأْلفَا ٌ‬
‫ق ِبعِبَارَ ٍة ُتفَصّلُ َهذَا مِنْ َهذَا ‪.‬‬ ‫حدِيثُ مِنْ َبعْضِ اَلطّرُ ِ‬ ‫رَا ٍو ‪ ،‬بَِأنْ يَأِْتيَ اْل َ‬

‫ج فِي َوسَطِ َالْمَتْنِ ‪َ ,‬كمَا َلوْ قَا َل ( مَنْ مَسّ ُأنْثَيَيْهِ‬


‫ض ُعفَ َت َوّقفْنَا َأ ْو رَ ّجحْنَا أَّنهَا مِنْ َاْلمَتْنِ ‪ ,‬وَيَْب ُعدُ الِ ْدرَا ُ‬
‫وَ َهذَا طَرِيقٌ ظَّن ّي ‪ ,‬فَِإنْ َ‬
‫وَذَ َكرَهُ َفلْيََتوَضّأْ ) ‪.‬‬

‫ف فِيهِ َاْلخَطِيبُ َتصْنِيفًا ‪ ,‬وَكَثِ ٌي مِنْهُ غَيْ ُر ُمسَّلمٍ لَهُ إِ ْدرَاجُهُ‪.‬‬


‫َوَقدْ صَّن َ‬

‫‪َ -21‬أْلفَاظُ ا َلدَا ِء‬

‫فـ ( َحدّثَنَا) و ( َس ِمعْتُ) ِلمَا ُس ِمعَ مِ ْن لَفْظِ اَلشّيْ ِخ وَاصْ ُطلِحَ َعلَى َأنّ ( َحدّثَنِي) ِلمَا َس ِم ْعتَ مِنْ ُه وَ ْح َدكَ ‪ ,‬وَ( َحدّثَنَا) ِلمَا َس ِمعْتَهُ‬
‫ض ُهمْ َسوّغَ ( َحدّثَنَا) فِيمَا قَ َرأَهُ ُهوَ َعلَى اَلشّيْ ِخ ‪.‬‬
‫َمعَ غَيْ ِركَ ‪ ,‬وََب ْع ُ‬

‫وََأمّا (َأخْبَرَنَا) َفصَا ِدقَةٌ َعلَى مَا ُس ِمعَ مِنْ َلفْظِ اَلشّيْ ِخ ‪َ ,‬أوْ قَ َرأَهُ ُهوَ ‪َ ,‬أ ْو قَرَأَهُ آخَ ُر َعلَى اَلشّيْ ِخ وَ ُهوَ َيسْ َمعُ ‪َ ,‬فَلفْظُ (الِخْبَارِ) أَ َعمّ‬
‫ك وَالُْبخَارِيّ بَيْنَ ( َحدّثَنَا) وَ(أَخْبَرَنَا) وَ( َسمِ ْعتُ) وَا َلمْرُ فِي َذلِكَ‬ ‫حدِيثِ)‪ ,‬وَ(أَخْبَرَنِي) ِللْ ُمفْرَدِ ‪َ ,‬و َسوّى َاْل ُمحَ ّققُونَ َكمَالِ ٍ‬ ‫مِنْ (اَلّت ْ‬
‫وَا ِسعٌ ‪.‬‬

‫ت من أَنبأَك هذا قال نَبّأنَ‬


‫ت فِي ُع ْرفِ َاْلمُتَأَخّرِينَ َعلَى الِجَازَةِ ‪َ ,‬وَق ْولِ ِه َتعَالَى } قالَ ْ‬ ‫ك ‪َ ,‬لكِنّهَا َغلََب ْ‬
‫فََأمّا (أَنَْبأَنَا) و (أَنَا) َف َك َذلِ َ‬
‫العليمُ البي { دَا ّل َعلَى اَلّتسَاوِي ‪ ,‬فَاْلحَدِيثُ وَاْلخَبَرُ وَالنّبَُأ مُتَرَا ِدفَاتٌ ‪.‬‬

‫ض ُهمْ يُ ْطلِ ُق فِي الِجَازَةِ ( َحدّثَنَا) ! وَ َهذَا َت ْدلِيسٌ ‪َ ,‬ومِنْ اَلنّاسِ‬


‫وََأمّا َاْل َمغَارِبَ ُة فَيُ ْطلِقُونَ (أَخْبَرَنَا) ‪َ ,‬علَى مَا ُهوَ إِجَازَةٌ ‪ ,‬حَتّى ِإنّ َبعْ َ‬
‫مَنْ َع ّد (قَا َل لَنَا) إِجَازَ ًة َومُنَاوَلَةً ‪.‬‬

‫س َمعْهَا قُرِئَ َعلَى فُلنٍ أَخْبَ َر َك فُلنٌ ‪ ,‬فَرُّبمَا َفعَلَ‬


‫َومِنْ اَلّت ْدلِيسِ َأنْ َيقُولَ َاْل ُمحَدّثُ عَ ْن اَلشّيْ ِخ َالّذِي َسمِعَ ُه ‪ ,‬فِي َأمَاكِ َن َلمْ َي ْ‬
‫َذلِكَ اَلدّا َرقُطِْنيّ َيقُو ُل قُرِئَ َعلَى أَبِي َالْقَا ِسمِ َالَْب َغوِيّ َأخْبَ َركَ فُلنٌ‪.‬‬

‫َوقَالَ أَبُو ُنعَْيمٍ ‪ :‬قُرِئَ َعلَى عَْبدِ اَللّ ِه بْنِ َج ْعفَرِ بْ ِن فَا ِرسٍ َحدّثَنَا هَارُو ُن بْ ُن ُسلَيْمَانَ ‪.‬‬

‫ك فِي كِتَابِهِ ‪.‬‬


‫ب َق ْولُ َ‬
‫صوَا ُ‬
‫َومِنْ َذلِكَ (َأخْبَرَنَا فُل ٌن مِنْ ِكتَابِهِ) ‪َ ,‬ورَأَْيتُ اِبْ َن مُسَّيبِ َي ْف َعلُهُ ‪ ،‬وَ َهذَا ل َينَْبغِي فَإِنّ ُه َت ْدلِيسٌ ‪ ,‬وَال ّ‬

‫ث ‪ ,‬فََيقُولُ أَنَْبأَنَا فُل ٌن ‪َ ,‬ولَ ْم َيقُلْ وََأنَا حَاضِ ٌر ‪َ ,‬ف َهذَا‬


‫َومِنْ اَلّت ْدلِيسِ َأنْ َيكُونَ َقدْ َحضَرَ ِطفْلً َعلَى شَْي ٍخ وَ ُهوَ اِبْ ُن سَنَتَيْنِ َأ ْو ثَل ٍ‬
‫س ِمعِ ل ُيفِيدُ اِّتصَالً ‪ ,‬بَلْ ُهوَ دُونَ الِجَازَةِ ‪َ ,‬فِإنّ الِجَازَةَ َنوْعُ اِّتصَالٍ عِْندَ أَِئمّ ٍة ‪.‬‬ ‫َاْلحُضُورِ َاْلعُرْيِ عَنْ إِ ْذنٍ َاْلمُ ْ‬
‫حدّثٍ َو ُهوَ ل َي ْف َهمُ‬
‫وَ ُحضُورُ اِبْنِ عَامٍ َأوْ عَامَيْنِ إِذَا َلمْ َيقْتَ ِرنْ ِبإِجَازَةٍ كَل َشيْءٍ ‪ ,‬إِل َأنْ َيكُونَ ُحضُورُهُ َعلَى شَيْخٍ حَافِظٍ َأ ْو ُم َ‬
‫حدّثُ ُه ‪ ,‬فََيكُونُ ِإقْرَارُ ُه ِبكِتَابَةِ ِا ْسمِ اَل ّطفْلِ ِبمَنْ ِزلَةِ الِ ْذ ِن مِنْهُ لَ ُه فِي اَل ّروَايَ ِة ‪.‬‬
‫مَا ُي َ‬

‫ج بْ ُن ُمحَ ّم ٍد قَالَ ‪ :‬قَالَ ابْنُ جُرَيْ ٍج ‪َ ,‬فصَِيغَةُ (قَالَ) ل َتدُلّ َعلَى اِّتصَالٍ‪.‬‬
‫ص َورِ الَدَاءِ ‪َ :‬حدّثَنَا َحجّا ُ‬
‫َومِنْ ُ‬

‫ت ف الصحابة ‪ ،‬كقول الصحاب ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬


‫وقد اغُتفِرَ ْ‬

‫فحُكمُها التصالُ إذا كان من تُُيقّنَ َسمَاعُه من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪َ ،‬فِإنْ كَانَ َلمْ َيكُ ْن لَهُ إِل ُمجَرّدُ ُرؤْيَ ٍة ‪َ ,‬فقَ ْولُهُ‬
‫حمُود بْ ُن اَلرّبِيعِ ‪ ,‬وَأَبِي ُأمَامَ َة بْ ِن َسهْلٍ ‪ ,‬وََأبِي اَلطّفَيْ ِل ‪َ ,‬ومَرْوَا َن ‪.‬‬ ‫قَا َل َرسُولُ اَللّ ِه ‪َ r‬م ْ‬
‫حمُولٌ َعلَى ا ِل ْرسَالِ ‪َ ,‬ك َم ْ‬

‫صحَاِبيّ ‪َ ,‬ك َقوْلِ عُ ْروَةَ ‪ :‬قَالَتْ عَاِئشَ ُة ‪ ,‬وَ َك َقوْلِ اِبْ ِن سِيِي َن ‪ :‬قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ‬
‫وَ َك َذلِكَ (قَالَ) مِنْ اَلتّاِب ِعيّ َاْلمَعْرُوفِ ِبِلقَاءِ َذلِكَ اَل ّ‬
‫ح ْكمُهُ اَلّتصَا ُل ‪.‬‬
‫‪َ ,‬ف ُ‬

‫وََأ ْرَفعُ مِنْ َلفْظَةِ (قَالَ) لَفْظَةُ (عَنْ) ‪ ,‬وََأ ْرَفعُ مِنْ (عَنْ) (أَخْبَرَنَا) ‪ ,‬وَ(ذَ َكرَ لَنَا) ‪ ,‬و (أَْنبَأَنَا) ‪ ,‬وََأ ْرَفعُ مِنْ َذلِكَ ( َحدّثَنَا) ‪,‬‬
‫و( َس ِم ْعتُ) ‪.‬‬

‫ح َالْمُتََأخّرِينَ فـ (أَنَْبأَنَا) ‪ ,‬وَ(عَنْ) ‪ ,‬وَ(كََتبَ ِإلَيْنَا) وَا ِحدٌ ‪.‬‬


‫وََأمّا فِي اِصْطِل ِ‬
‫‪ - 22‬اَلْ َمقْلُـوبُ‬

‫ك ‪ ,‬فَيَْن َقلِبُ َعلَيْ ِه وَيَنُطّ مِنْ ِإسْنَادِ َحدِيثٍ ِإلَى مَتْنٍ آخَ َر َب ْعدَهُ ‪َ ,‬أوْ َأ ْن يَْن َقلِبَ َعلَيْهِ ِا ْسمُ‬
‫ُه َو مَا َروَاهُ اَلشّيْ ُخ بِِإسْنَا ٍد َلمْ َيكُنْ َك َذلِ َ‬
‫رَا ٍو مِثْلِ (مُرّةَ ابْنِ َك ْعبٍ) بِـ ( َك ْعبِ بْ ِن مُرّةَ) ‪ ,‬وَ( َسعْ ِد بْ ِن سِنَانٍ) بِـ (سِنَانِ بْ ِن َس ْعدٍ) ‪.‬‬

‫حدِيثِ ‪ ,‬وَ ُهوَ َاّلذِي ُيقَا ُل فِي‬


‫س لَهُ ‪َ ,‬ف ُه َو سَارِقُ َاْل َ‬
‫ك َورَ ّكبَ مَتْنًا َعلَى ِإسْنَا ٍد لَيْ َ‬
‫َفمَنْ َفعَلَ َذلِكَ خَطًَأ َفقَرِيبٌ ‪َ ،‬ومَنْ َت َع ّمدَ َذلِ َ‬
‫ق َحدِيثًا مَا َس ِمعَهُ‪ ,‬فََيدّعِي َسمَا َعهُ مِ ْن رَجُلٍ ‪.‬‬ ‫حدِيثَ‪َ ،‬ومِنْ َذلِكَ َأنْ َيسْرِ َ‬ ‫َحقّ ِه فُل ٌن َيسْرِقُ َاْل َ‬

‫ق َحدِيثًا لَ ْم َيصِحّ مَتْنُ ُه ‪َ ,‬ورَ ّكبَ لَهُ ِإسْنَادًا‬ ‫ت سََندُهُ ‪َ ,‬ف ُهوَ أَ َخفّ جُ ْرمًا ِممّنْ سَرَ َ‬
‫ف لِمَتْ ٍن َلمْ يَثُْب ْ‬
‫ضعِي ٍ‬ ‫ق فَأَتَى بِِإسْنَادٍ َ‬‫وَِإنْ سَ َر َ‬
‫ك فِي مُتُونِ َاْلحَل ِل وَاْلحَرَا ِم ‪َ ,‬ف ُهوَ أَعْ َظمُ إِْثمًا َوَقدْ َتَبوَّأ بَيْتًا فِي َجهَّنمَ ‪.‬‬
‫ضعِ وَالفْتِرَاءِ ‪ ,‬فَِإنْ كَانَ َذلِ َ‬ ‫صحِيحًا ‪ ,‬فَِإنّ َهذَا َن ْوعٌ مِنْ َاْلوَ ْ‬‫َ‬

‫ب ُمجَرّ ٌد ‪ ,‬لَيْسَ مِنْ َاْل َكذِبِ َعلَى اَل ّرسُو ِل ‪ r‬بَ ْل مِ َن‬ ‫س َمعْ مِنْ َاْلكُُتبِ وَالَجْزَا ِء ‪َ ,‬ف َهذَا َكذِ ٌ‬ ‫وََأمّا سَ ِرقَةُ اَلسّمَاعِ وَادّعَا ُء مَا َلمْ َي ْ‬
‫َاْلكَذِبِ َعلَى اَلشّيُوخِ ‪َ ,‬ولَنْ ُي ْفلِحَ مَ ْن َتعَانَا ُه َوقُلْ مَ ْن سَتَرَ اَللّهُ َعلَيْهِ مِْن ُهمْ ‪َ ,‬فمِْن ُهمْ مَ ْن َيفْتَضِ ُح فِي حَيَاتِ ِه ‪َ ,‬ومِْن ُهمْ مَنْ َيفْتَضِ ُح َب ْعدَ‬
‫َوفَاتِ ِه ‪ ,‬فََنسْأَلُ اَللّهَ اَلسّتْرَ وَاْل َعفْوَ ‪.‬‬

‫مَسَائِلُ‬

‫َفصْــلٌ‬

‫ل ُتشْتَرَطُ َاْل َعدَالَةُ حَالَةَ اَلّتحَمّلِ ‪ ,‬بَلْ حَالَةَ الَدَا ِء فََيصِحّ َسمَا ُعهُ كَافِرًا َوفَا ِجرًا وَصَبِيّا ‪َ ,‬ف َقدْ َروَى جَُبيْرُ بْنُ مُ ْط ِعمٍ رضي ال عنه‬
‫س ِمعَ َذلِكَ حَالَ شِ ْركِ ِه ‪ ,‬وَ َروَا ُه ُمؤْمِنًا ‪.‬‬ ‫أَنّ ُه َس ِمعَ اَلنِّب ّي ‪َ r‬يقْرَُأ فِي َالْ َمغْرِ ِ‬
‫ب بِـ (اَلطّورِ) َف َ‬

‫حمُودًا ( َعقَلَ َمجّةً)‬


‫ي َسمَاعًا ‪َ ,‬ومَا دُوَنهَا ُحضُورًا ‪ ,‬وَاسْتَ ْأَنسُوا ِبَأنّ َم ْ‬
‫ع اِبْنِ َخمْسِ سِِن َ‬ ‫حدّثُونَ َعلَى َج ْعِل ِهمْ َسمَا َ‬ ‫وَاصْ َطلَحَ َاْل ُم َ‬
‫وَل َدلِي َل فِي ِه وَاْلمُعْتَبَ ُر فِيهِ إِّنمَا ُهوَ أَ ْهلِيّةُ َاْل َفهْ ِم وَالّتمْيِيزِ ‪.‬‬

‫‪1‬ـ مسألة ‪َ :‬يسُوغُ التصرّفُ ف السناد بِاْلمَعْنَى ِإلَى صَا ِحبِ َاْلكِتَابِ َأوْ َاْلجُزْ ِء ‪ ,‬وَكَرِ َه َبعْ ُ‬
‫ض ُهمْ َأنْ يَزِي َد فِي َأْلقَابِ اَل ّروَا ِة فِي‬
‫ك ‪ ,‬وََأ ْن يَزِيدَ تَارِيخَ َسمَا ِع ِهمْ ‪ ,‬وَِبقِرَاءَ ِة مَنْ َس ِمعُوا ; لنّهُ َق ْدرٌ زَاِئدٌ َعلَى َاْلمَعْنَى ‪.‬‬
‫َذلِ َ‬

‫ف فِي َتغْيِ ِي َأسَانِيدِ ِه وَمُتُونِ ِه ; َوِل َهذَا قَا َل شَْيخِنَا اِبْ ِن وَ ْهبٍ ‪ :‬يَنَْبغِي َأنْ‬
‫ص ْلتَ ِإلَى َاْلكِتَابِ َأوْ َاْلجُزْءِ ‪َ ,‬أنْ تََتصَرّ َ‬
‫وَل َيسُوغُ إِذَا وَ َ‬
‫جوِيزِ ِهمْ اَل ّروَايَ َة بِاْلمَعْنَى ‪َ ,‬وقَالُوا ‪ :‬مَا لَهُ َأنْ ُيغَيّرَ اَلّتصْنِيفَ ‪,‬‬
‫ض ُهمْ َاْلوُجُوبَ َمعَ َت ْ‬‫حسَنٌ ? َوَقوّى َبعْ ُ‬ ‫جبُ ? َأوْ ُهوَ ُمسَْت ْ‬ ‫يُنْظَ َر فِي ِه هَلْ َي ِ‬
‫ضعْفٌ ‪.‬‬ ‫وَ َهذَا كَل ٌم فِيهِ َ‬
‫أماّ إذا نقلنا من ( الزء ) شيئا إل تصانيِفنا وتارِيِنا ‪ ،‬فإنه ليس ف‬

‫ذلك تغيٌ للتصنيف الول ‪.‬‬

‫ث مفرّقةٍ ‪ ،‬إسنادُها واحد ‪ ،‬فيقال فيه ‪ :‬وبِ ِه إل النب‬


‫قلتُ ‪ :‬ول َيسُوغُ تغييُ ذلك إل ف تقطيع حديثٍ ‪ ،‬أو ف َج ْمعِ أحادي َ‬
‫صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫ت فُلنًا ‪ ,‬فِيمَا قَ َرأَهُ َعلَيْهِ ‪َ ,‬أوْ َيقْ َرؤُهُ َعلَيْهِ َاْلغَيْرُ ‪ ,‬وَ َهذَا خِلفُ اَلصْطِلحِ َأ ْو مِنْ‬
‫ض ُهمْ َأ ْن َيقُولَ ‪َ :‬س ِمعْ ُ‬
‫سمّحَ َب ْع ُ‬ ‫‪2‬ـ مسألة ‪َ :‬ت َ‬
‫ي َس ِمعَ فُلنًا َوفُلنًا ‪.‬‬
‫بَابِ اَل ّروَايَ ِة بِاْل َمعْنَى ‪َ ,‬ومِنْهُ َقوْلُ َاْل ُمؤَرّ ِخ َ‬
‫سهِرٍ فَِإنْ حَافَظَ َعلَى َاْلعِبَارَةِ جَازَ ِوفَاقًا ‪َ ,‬كمَا َيقُولُ‬
‫سخَةِ َأبِي ُم ْ‬ ‫‪ - 3‬مَسَْألَـةٌ ‪ :‬إِذَا َأفْرَدَ َحدِيثًا مِ ْن مِثْلِ ُن ْ‬
‫سخَةِ َهمّا ٍم ‪َ .‬أوْ ُن ْ‬
‫سلِمٌ ‪ ( :‬فذ َكرَ أحاديثَ ‪ ،‬منها ‪ :‬وقال رسولُ صلى ال عليه وسلم ) ‪ .‬وإل فالحقّقون على الترخيصِ ف التصريفِ السائِغ ‪.‬‬ ‫ُم ْ‬

‫ن ‪ .‬ومن الترخيص ‪ :‬تقديُ مَتْ ٍن َسمِع َه على السناد ‪ ،‬وبالعكس ‪،‬‬ ‫‪4‬ـ مسألة ‪ :‬اختصارُ الديث وتقطيعُه جائزُ إذا ل ُيخِ ّل مع ً‬
‫كأن يقول ‪ :‬قال رسولُ ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اَلّن َدمُ َتوْبَ ٌة ) أَخْبَرَنَا بِ ِه فُلنٌ عَ ْن فُل ٍن ‪.‬‬

‫‪َ -5‬مسَْألَـةٌ ‪ :‬إِذَا سَاقَ َحدِيثًا بِِإسْنَادٍ ‪ُ ,‬ثمّ أَتَْبعَ ُه بِِإسْنَادٍ آخَ َر َوقَا َل مِثْلَ ُه ‪َ ,‬ف َهذَا َيجُو ُز لِ ْلحَافِظِ اْل ُممَيّزِ لِلْلفَا ِ‬
‫ظ ‪ ,‬فَِإنْ اِخَْتَلفَ‬
‫ح ٍو مِنْهُ ‪.‬‬ ‫حوَهُ ‪َ ,‬أ ْو قَالَ ‪ِ :‬ب َمعْنَاهُ ‪َ ,‬أوْ بَِن ْ‬
‫اَلّلفْظُ قَالَ ‪َ :‬ن ْ‬

‫‪َ -6‬مسَْألَـةٌ ‪ :‬إِذَا قَالَ ‪َ :‬حدّثَنَا فُل ٌن ُمذَاكَرَةً ‪ ,‬دَلّ َعلَى وَهَ ٍن مَا ‪ ,‬إِ ِذ َالْ ُمذَاكَرَ ُة يَُت َ‬
‫سمّ ُح فِيهَا ‪.‬‬

‫ص ّح مِنَ َاْل َغلَطِ ‪ ,‬دُونَ‬


‫ك فََيصِحّ فِيمَا َ‬
‫ط لَ ْم َيجُ ْز ‪ ,‬وَِإنْ َجوّزْنَا َذلِ َ‬
‫ع مِنْ غَيْ ِر ُمقَابَلَ ٍة ‪ ,‬فَِإنْ كَانَ َكثِيَ َاْلغَلَ ِ‬
‫سمَا ُ‬
‫َومِنْ اَلّتسَاهُ ِل اَل ّ‬
‫ث مِنْ أَصْ ِل شَْيخِهِ ‪.‬‬‫حدّ َ‬ ‫ط ‪ ,‬وَِإ ْن َن َدرَ َاْل َغلَطُ َف ُمحَْتمَلٌ ‪َ ,‬لكِنْ ل َيجُو ُز لَهُ فِيمَا َب ْعدُ َأنْ ُي َ‬
‫َالْ َم ْغلُو ِ‬

‫‪ -23‬آدَابُِ اَلْ ُمحَ ّدثِ‬

‫ث لِ ْل ُمكَاثَرَةِ َأوْ َاْل ُمفَاخَرَةِ ‪َ ,‬أ ْو لِيَ ْروِيَ ‪َ ,‬أ ْو لِيَتَنَاوَلَ َاْل َوظَاِئفَ ‪َ ,‬أ ْو لِيُثْنَى‬
‫حدِي َ‬
‫صحِيحُ اَلنّيّةِ مِ ْن طَالِبِ َاْلعِ ْلمِ مَُتعَيّنٌ ‪َ ,‬فمَ ْن َطلَبَ َاْل َ‬
‫َت ْ‬
‫َعلَيْهِ وَ َعلَى مَعْ ِرفَتِ ِه ‪َ ,‬فقَدْ َخسِرَ ‪َ ,‬وِإنْ َطلَبَهُ ِللّهِ ‪َ ,‬وِللْ َعمَلِ ِبهِ ‪َ ,‬وِللْقُرْبَ ِة ِبكَثْرَةِ اَلصّلةِ َعلَى نَبِيّ ِه ‪ r‬وَلَِن ْفعِ اَلنّاسِ ‪َ ,‬ف َقدْ فَازَ ‪َ ,‬وِإنْ‬
‫ح ْكمُ ِللْغَاِلبِ ‪.‬‬ ‫كَاَنتْ اَلنّيّةُ َممْزُوجَ ًة بِا َلمْرَيْ ِن فَاْل ُ‬

‫وَِإنْ كَانَ َطلَبَهُ ِلفَرْط َاْل َمحَبّةِ فِيهِ ‪َ ,‬معَ قَ ْطعِ اَلنّظَرِ عَ ْن الَجْ ِر وَعَ ْن بَنِي آ َد َم ‪َ ,‬ف َهذَا كَثِيًا مَا َيعْتَرِي طَلَبَةَ َاْلعُلُومِ ‪َ ,‬فلَعَلّ اَلنّيّةَ َأ ْن‬
‫ضعَ‪َ ,‬ومَنْ َطلَبَهُ لِلدّنْيَا َتكَبّ َر بِ ِه وََتكَثّ َر وََتجَبّرَ‬‫يَ ْر ُزَقهَا اَللّهُ َب ْعدُ ‪َ .‬وأَْيضًا َفمَ ْن طََلبَ َاْلعِ ْلمَ لِلخِرَةِ َكسَاهُ َالْ ِع ْلمُ َخشْيَ ًة ِللّهِ وَاسَْتكَا َن وََتوَا َ‬
‫سلِ ِميَ َاْلعَامّ ِة ‪ ,‬وَكَانَ عَاقِبَةُ َأمْرِهِ ِإلَى َسفَا ٍل وَ َحقَارَةٍ ‪.‬‬
‫‪ ,‬وَازْ َدرَى بِالْ ُم ْ‬

‫حدِيثِ ِه ‪ ,‬رَجَاءَ اَلدّخُولِ فِي َق ْولِهِ ‪َ ( r‬نضّرَ اَللّهُ ا ْمرًَأ َس ِمعَ َمقَالَتِي َفوَعَاهَا ‪ُ ,‬ثمّ أَدّاهَا ِإلَى مَ ْن َلمْ َي ْ‬
‫س َمعْهَا )‬ ‫ث ِب َ‬
‫سبِ َاْل ُمحَدّ ُ‬
‫َفلَْيحْتَ ِ‬
‫‪.‬‬

‫صحّتِهِ ‪:‬‬
‫َولْيَْبذُلْ َن ْفسَهُ لِلطّلَبَةِ الَخْيَارِ ‪ ,‬ل سِّيمَا إِذَا َتفَرّ َد ‪َ ,‬ولَْيمْتَنِ ْع َمعَ َاْلهَ َرمِ وََتغَيّرِ اَلذّهْ ِن ‪َ ،‬ولَْي ْع َهدْ ِإلَى َأ ْهلِهِ وَِإ ْخوَانِهِ حَالَ ِ‬
‫ت ‪ ,‬فَامَْنعُونِي مِنْ اَل ّروَايَةِ ‪.‬‬
‫أَّن ُكمْ مَتَى رَأَيُْتمُونِي َتغَيّرْ ُ‬
‫حدِيثِ ِه ِبهَا زَمَ َن َتغَيّرِهِ ‪.‬‬
‫س بَِت ْ‬
‫ث َمعْدُودَةٌ ‪َ ,‬قدْ َأْتقَنَ ِروَايََتهَا فَل بَ ْأ َ‬
‫َفمَنْ َتغَيّ َر ِبسُوءِ ِحفْظٍ َولَهُ أَحَادِي ُ‬

‫ط وَخَ ّرفَ ِامْتُِنعَ‬


‫س بَِأنْ ُيجِي َز مَ ْروِيّاتِهِ حَالَ َتغَيّرِهِ ‪ ,‬فَِإنّ أُصُولَهُ َمضْبُوطَ ٌة مَا َتغَيّرَتْ ‪َ ,‬و ُهوَ َف َقدْ وَعَى مَا َأجَازَ ‪ .‬فَِإنْ اِخَْتلَ َ‬
‫وَل بَ ْأ َ‬
‫مِنْ أَ ْخذِ الِجَازَة مِنْهُ ‪.‬‬

‫شيْءٍ يَ ْروِي ِه غَيْرُهُ أَ ْعلَى مِنْهُ ‪ ,‬وََأنْ ل َيغُشّ‬


‫ث ِب َ‬
‫حدّ َ‬
‫ث َمعَ وُجُو ِد مَنْ ُهوَ َأ ْولَى مِنْهُ ِلسِنّ ِه وَإِْتقَانِ ِه وََأنْ ل ُي َ‬‫حدّ َ‬ ‫َومِنْ الَدَبِ َأنْ ل ُي َ‬
‫َالْمُبَْتدِِئيَ ‪ ,‬بَلْ َي ُدّل ُهمْ َعلَى َاْل ُم ِهمّ ‪ ,‬فَالدّيْنُ اَلنّصِيحَةُ ‪.‬‬

‫س َمعُو َن ِبقِرَاءَتِهِ ‪َ ,‬أوْ‬


‫ح ُهمْ وَ َدّل ُهمْ َعلَى عَا ِرفٍ َي ْ‬
‫صَ‬‫ت َالْعَا ّميّ‪َ ,‬ن َ‬
‫فَِإنْ َدّل ُهمْ َعلَى ُمعَمّرٍ عَا ِميّ ‪َ ,‬و َعلِ َم ُقصُورَ ُهمْ فِي ِإقَامَةِ مُ ْروِيَا ِ‬
‫َحضَ َر َمعَ َاْلعَا ِميّ َو َروَى بِنُزُولٍ ‪َ ,‬ج ْمعًا بَيْنَ َاْلفَوَاِئدِ ‪.‬‬

‫سكِينَةَ ‪,‬‬
‫س ثِيَابَ ُه َاْلحَسَنَ َة ‪ ,‬وََيلْزَمُ َاْل َوقَارَ وَال ّ‬
‫حدِيثِ ‪ ,‬وَيَتََبخّ ُر ‪ ,‬وَيَتَطَّيبُ وََيلْبَ ُ‬
‫َورُوِيَ َأنّ مَاِلكًا ‪-‬رَ ِحمَهُ اَللّهُ‪ -‬كَانَ َيغَْتسِ ُل لِلّت ْ‬
‫حدِيثَ ‪.‬‬
‫صوْتَ ُه وَيُرَتّلُ َاْل َ‬
‫وَيَزْبُ ُر مَ ْن يَ ْرَفعُ َ‬

‫ع َه َكذَا ل مِيزَةَ لَهُ َعلَى‬


‫سمَا ُ‬
‫خفَى َمعَهُ َبعْضُ ا َللْفَاظِ ‪ ,‬وَال ّ‬ ‫سمّحَ اَلنّاسُ فِي َهذِهِ الَ ْعصَارِ بِا ِلسْرَاعِ َاْلمَ ْذمُومِ ‪َ ,‬اّلذِي َي ْ‬
‫َوَقدْ َت َ‬
‫ق ‪َ .‬وَق ْولُكَ ‪َ :‬س ِم ْعتُ َأوْ قَ َرأْتُ َهذَا َاْلجُزْءَ ُكلّهُ ‪َ -‬معَ اَلّتمَْتمَةِ وَ َدمْ ِج َبعْضِ َالْ َكِلمَاتِ ‪َ -‬كذِبٌ ‪.‬‬
‫صدْ ٌ‬
‫الِجَازَةِ ‪ ,‬بَلْ ا ِلجَازَةَ ِ‬

‫صحِيحِهِ" ‪ :‬وَذَ َكرَ َكِلمَةً َمعْنَاهَا َكذَا وَ َكذَا ‪.‬‬


‫َوَقدْ قَالَ الّنسَاِئ ّي فِي ِعدّةِ َأمَاكِ َن مِنْ " َ‬

‫سمِعِ‬
‫ظ ِللْ ُم ْ‬
‫ع بِا ِلمْل ِء َيكُونُ ُمحَ ّققًا بِبَيَانِ ا َلْلفَا ِ‬
‫سمَا ُ‬
‫س لِلمْل ِء ‪ ,‬وَ َهذَا َقدْ ُع ِدمَ َالَْي ْومَ ‪ ,‬وَال ّ‬
‫وَكَانَ َاْلحُفّاظُ َيعْ ِقدُو َن َمجَالِ َ‬
‫وَالسّا ِمعِ ‪.‬‬

‫ك َفلَْيكُنْ فِي َمجَالِسَ خَاصّةٍ ‪.‬‬


‫ح ِملُهُ ُقلُوبُ َاْلعَامّةِ ‪ ,‬فَِإنْ َروَى َذلِ َ‬
‫شكِلتِ ‪ِ ,‬ممّا ل َت ْ‬
‫ب ِروَايَةَ َاْلمُ ْ‬
‫َولَْيجْتَنِ ْ‬

‫حذَرُوهُ ‪.‬‬
‫وََيحْ ُرمُ َعلَيْ ِه ِروَايَةُ َاْل َموْضُوعِ ‪َ ,‬و ِروَايَةُ َاْلمَطْرُوحِ ‪ ,‬إِل َأ ْن يُبَيّنَ ُه لِلنّاسِ لَِي ْ‬

‫اَلّثقَــةُ ‪:‬‬

‫ظ ‪.‬‬
‫ط وَالِْتقَانِ‪ ,‬فَِإنْ اِْنضَافَ ِإلَى َذلِكَ َاْلمَعْ ِرفَ ُة وَا ِلكْثَارُ ‪َ ,‬ف ُهوَ حَافِ ٌ‬
‫ُتشْتَرَطُ َاْل َعدَالَةُ فِي اَلرّاوِي كَالشّا ِه ِد ‪ ,‬وََيمْتَازُ اَلّثقَةُ بِالضّبْ ِ‬

‫ظ طَبَقَاتٌ ‪.‬‬
‫حفَا ُ‬
‫وَاْل ِ‬

‫‪1‬ـ ف ِذرْوَتِها أبو هريرة رضي ال عنه ‪.‬‬


‫‪َ -2‬وفِي اَلتّاِب ِعيَ كَابْنِ َاْلمُسَّيبِ ‪.‬‬

‫ي‪.‬‬ ‫‪َ -3‬وفِي ِ‬


‫صغَارِ ُهمْ كَالزّهْرِ ّ‬

‫‪َ -4‬وفِيهِ أَتْبَا ِع ِهمْ َكسُفْيَانَ ‪َ ،‬و ُشعْبَ َة ‪َ ،‬ومَالِكٍ ‪.‬‬

‫ُثمّ اِبْنِ َاْلمُبَا َركِ ‪ ،‬وََيحْيَى بْنِ َسعِيدٍ ‪َ ،‬ووَكِيعٍ ‪ ،‬وَابْ ِن َم ْهدِيّ ‪.‬‬

‫ق ‪ ،‬وَ َخلْقٍ ‪.‬‬


‫ي ‪ ،‬وَأَ ْح َمدَ ‪َ ،‬وِإ ْسحَا َ‬ ‫‪ُ -6‬ثمّ كَأَ ْ‬
‫صحَاب َهؤُلءِ ‪ ,‬كَابْنِ َاْل َمدِيِنيّ ‪ ،‬وَابْ ِن َمعِ ٍ‬

‫‪ُ -7‬ثمّ َالُْبخَارِيّ ‪ ،‬وَأَبِي ُزرْعَةَ ‪ ،‬وََأبِي حَاِتمٍ ‪َ ،‬وأَبِي دَاوُ َد ‪ ،‬وَ ُم ْ‬
‫سلِ ٍم ‪.‬‬

‫‪ُ -8‬ثمّ النّساِئيّ ‪َ ،‬ومُوسَى بْنِ هَارُونَ ‪ ،‬وَصَالِحِ جَ َزرَ َة ‪ ،‬وَابْنِ خُزَْيمَ َة ‪.‬‬

‫حفْظِ وَا ِلْتقَانِ َجمَاعَ ٌة مِنْ اَلصّحَابَ ِة ‪ ،‬وَالتّاِب ِعيَ ‪.‬‬


‫ف بِاْل ِ‬ ‫‪ُ -9‬ثمّ اِبْنِ اَلشّ ْرِقيّ ‪َ .‬و ِممّنْ يُو َ‬
‫ص ْ‬

‫‪ُ -10‬ثمّ عُبَْيدُ اَللّهِ بْنُ ُعمَ َر ‪ ،‬وَابْنُ َع ْو ٍن ‪ ،‬وَ ِم ْ‬


‫سعَرٌ ‪.‬‬

‫‪ُ -11‬ث ّم زَاِئدَةُ ‪ ،‬وَاللّْيثُ ‪ ،‬وَ َحمّا ُد بْ ُن زَْيدٍ ‪.‬‬

‫‪ُ -12‬ث ّم يَزِيدُ بْ ُن هَارُونَ ‪َ ،‬وأَبُو ُأسَامَ َة ‪ ،‬وَابْ ُن وَ ْهبٍ ‪.‬‬

‫‪ُ -13‬ثمّ أَبُو خَيَْثمَ َة ‪ ،‬وَأَبُو َبكْ ِر بْنُ أَبِي شَيْبَ َة ‪ ،‬وَابْ ُن ُنمَيْ ٍر ‪ ،‬وَأَ ْح َمدُ بْنُ صَالِحٍ ‪.‬‬

‫‪ُ -14‬ثمّ عَبّاسٌ اَلدّورِيّ ‪ ،‬وَابْ ُن وَارَهْ ‪ ،‬وَاَلتّ ْر ِمذِيّ ‪ ،‬وََأ ْح َمدُ بْنُ أَبِي خَيْثَم َة ‪ ،‬وَعَْبدُ اَللّهِ بْ ُن أَ ْح َمدَ ‪.‬‬

‫‪ُ -15‬ثمّ اِبْنُ صَا ِعدٍ ‪ ،‬وَابْ ُن زِيَادٍ اَلنّْيسَابُورِيّ ‪ ،‬وَابْنُ َجوْصَا ‪ ،‬وَابْنُ الَخْ َرمِ ‪.‬‬

‫‪ُ -16‬ثمّ أَبُو َبكْرٍ ا ِل ْسمَاعِيِليّ ‪ ،‬وَابْنُ َعدِ ّ‬


‫ي ‪ ،‬وَأَبُو َأ ْح َمدَ َاْلحَا ِك ُم ‪.‬‬

‫‪ُ -17‬ثمّ اِبْ ِن مَْندَهْ ‪ ،‬وََن ْ‬


‫حوُهُ ‪.‬‬

‫‪ُ -18‬ثمّ الْبَ ْرقَاِن ّي ‪ ،‬وَأَبُو حَا ِزمٍ اْلعَْب َدوِيّ ‪.‬‬

‫‪ُ -19‬ثمّ َالْبَْي َهقِيّ ‪ ،‬وَابْنُ عَْبدِ الْبَ ّر ‪.‬‬


‫ي ‪ ،‬وَابْ ُن طَاهِ ٍر ‪.‬‬ ‫‪ُ -20‬ثمّ ا ُ‬
‫لمَْيدِ ّ‬

‫‪ُ -21‬ث ّم السَّل ِفيّ ‪ ،‬وَابْ ُن ال ّ‬


‫س ْمعَاِنيّ ‪.‬‬

‫‪ُ -22‬ثمّ عَْبدُ َاْلقَادِ ِر ‪ ،‬وَاْلحَازِ ِميّ ‪.‬‬

‫‪ُ -23‬ثمّ َاْلحَافِظُ اَلضّيَا ُء ‪ ،‬وَابْ ُن سَّيدِ اَلنّاسِ خَطِيبُ تُونِ َ‬


‫س‪.‬‬

‫‪ُ -24‬ثمّ َحفِيدُهُ حَافِ ُ‬


‫ظ َوقْتِهِ أَبُو َالْفَتْ ِح ‪.‬‬

‫صحَابَ ِة ‪ ,‬وَ َخلْقٌ مِنَ اَلتّاِب ِعيَ وَتَاِبعِي ِهمْ ‪َ ,‬و َهلُمّ جَرّا ِإلَى َالَْيوْمِ ‪.‬‬
‫ظ ‪ .‬فِي اَلطَّبقَةِ اَلثّالِثَةِ َعدَ ٌد مِنَ اَل ّ‬
‫حفّا ِ‬
‫َومِمّ ْن َت َقدّ َم مِنْ َاْل ُ‬

‫‪َ -1‬فمِثْلُ َيحْيَى َالْقَطّانِ ‪ُ ,‬يقَا ُل فِيهِ ِإمَا ٌم ‪ ,‬وَ ُحجّةٌ ‪ ,‬وَثََب ٌ‬
‫ت ‪ ,‬وَ ِجهِْبذٌ ‪ ,‬وَِثقَ ٌة ِثقَةٌ ‪.‬‬

‫‪ُ -2‬ث ّم ِثقَةٌ حَافِظٌ ‪.‬‬

‫‪3‬ـ ث ثق ُة مُتقن ‪.‬‬

‫‪4‬ـ ث ثقةُ عارف ‪ ،‬وحافظُ صدوق ‪ ،‬ونوُ ذلك ‪.‬‬

‫لفّاظُ الثقات ‪ ،‬إذا انفرد الرج ُل منهم من التابعي ‪ ،‬فحديثهُ‬


‫فهؤلء ا ُ‬

‫ب فَرْد ‪.‬‬
‫صحيح ‪ .‬وإن كان من التباعِ قيل ‪ :‬صحيح غريب ‪ .‬وإن كان من أصحاب التباع قيل ‪ :‬غري ُ‬

‫ويَْندُ ُر تفرّدهم ‪ ،‬فتجدُ المامَ منهم عند َه مِئتا ألف حديث ‪ ،‬ل يكا ُد‬

‫ينفرد بديثيِ ثلثة ‪.‬‬

‫َومَنْ كَانَ َب ْعدَ ُهمْ فََأيْنَ مَا يَْنفَرِ ُد بِ ِه مَا َعِلمْتُهُ ‪َ ,‬وَقدْ يُو َجدُ ‪.‬‬

‫صحِيحَيْنِ"‬
‫ُثمّ َننَْتقِلُ ِإلَى َالَْيقِظِ اَلثّقَةِ َاْلمَُت َوسّطِ َاْل َمعْ ِرفَةِ وَال ّطَلبِ ‪َ ,‬ف ُهوَ َاّلذِي يُ ْطلَقُ َعلَيْهِ أَنّ ُه ِثقَةٌ ‪ ,‬وَ ُهمْ ُج ْمهُورُ رِجَالِ "اَل ّ‬
‫صحَاحَ) ‪.‬‬ ‫ك فِي (اَل ّ‬ ‫فَتَاِبعِيهِمْ ‪ ,‬إِذَا اِْنفَرَدَ بِاْلمَتْنِ خُ ّرجَ َحدِيثُهُ َذلِ َ‬

‫ت ‪َ ,‬وَقدْ يُو َج ُد َبعْضُ َذلِكَ فِي‬


‫صحّةِ) ‪ ,‬فِي َحدِيثِ أَتْبَاعِ اَلّثقَا ِ‬
‫َوَقدْ يََت َوّقفُ كَثِ ٌي مِنْ اَلّنقّادِ فِي ِإطْلقِ (َاْلغَرَابَةِ) َمعَ (اَل ّ‬
‫ض‪.‬‬ ‫صحَاحِ) دُونَ َبعْ ٍ‬ ‫(اَل ّ‬
‫ث مُْنكَرًا ‪.‬‬
‫حدِيثَ َاّلذِي يَْنفَرِ ُد بِ ِه مَثَلُ ُهشَْي ٍم ‪ ,‬وَ َحفْصِ بْنِ ِغيَا ٍ‬
‫حفّاظِ َاْل َ‬
‫سمّي َجمَاعَ ٌة مِنْ َاْل ُ‬
‫َوَقدْ ُي َ‬

‫فَِإنْ كَانَ َالْمُْنفَرِ ُد مِنْ طََبقَةِ َمشَْيخَةِ الَِئمّةِ ‪َ ,‬أطَْلقُوا اَلّنكَارَةَ َعلَى ما انفرد مثلُ عثمان بن أب شيبة ‪ ،‬وأب َسلَمة التُّبوْذَكِي ‪،‬‬
‫وقالوا ‪ :‬هذا منكر ‪.‬‬

‫ث من الفراد النكرة ‪َ ،‬غمَزُوه وليّنوا حديثَه ‪ ،‬وتوقفوا ف توثيقه ‪ ،‬فإن رَجَع عنها وامَتَنع من روايتها ‪ ،‬و َجوّز‬
‫فإن َروَى أحادي َ‬
‫على نفسِه الوَ َه َم ‪ ،‬فهو خ ُي له وأرجَ ُح لعدالته ‪ ،‬وليس من َحدّ الثقةِ ‪ :‬أنّهُ ل يَغلَطُ ول يُخطِئ ‪ ،‬فمن الذي يَسلمُ من ذلك غيُ‬
‫العصومِ الذي ل ُيقَرّ على خطأ ‪.‬‬

‫َفصْلٌ‬

‫ض ّعفَ ‪.‬‬
‫اَلّثقَةُ ‪ :‬مَ ْن وَّثقَهُ كَِث ٌي وََل ْم ُيضَ ّعفْ ‪ .‬وَدُونَ ُه مَنْ َلمْ ُيوَثّقْ وَل ُ‬

‫صحّحَ‬
‫ي وَابْنِ خُزَْيمَ َة َفجَّيدٌ أَْيضًا ‪َ ,‬وِإنْ َ‬
‫صحّحَ لَ ُه مِثْلُ اَلتّ ْرمِذِ ّ‬
‫ك ‪ ,‬وَِإنْ َ‬
‫صحِيحَيْنِ" َف ُه َو ُموَثّقٌ ِب َذلِ َ‬
‫فَِإنْ ُخ ّرجَ َحدِيثُ َهذَا فِي "اَل ّ‬
‫لَهُ كَاَلدّا َرقُطِْنيّ وَاْلحَا ِكمِ ‪ ,‬فََأقَ ّل أَ ْحوَالِهِ ُحسْنُ َحدِيثِهِ ‪.‬‬

‫سمّى َمسْتُورًا‬
‫جهَالَةِ عَنْ ُه وَ َهذَا ُي َ‬
‫ح ‪ ,‬مَعَ ِارِْتفَاعِ َاْل َ‬
‫ق ِا ْسمِ (اَلثّقَةِ) َعلَى مَ ْن َلمْ ُيجْ َر ْ‬
‫ف مِنْ َاْلمُتَأَخّرِينَ ‪ِ ,‬إطْل ُ‬
‫َوَقدِ اشَْتهَ َر عِْندَ َطوَاِئ َ‬
‫ق ‪ ,‬وَُيقَالُ فِي ِه شَيْخٌ ‪.‬‬‫صدْ ُ‬‫حلّهُ اَل ّ‬
‫سمّى َم ِ‬ ‫‪ ,‬وَُي َ‬

‫وقولم ‪ ( :‬مهول ) ‪ ،‬ل يلزمُ منه جهالةُ عينِه ‪ ،‬فإن ُجهِلَ عينُه وحالُه ‪ ،‬فأَولَى أن ل يَحتجّوا به ‪.‬‬

‫وإن كان النفردُ عنه من كبارِ الثبات ‪ ،‬فأقوى لاله ‪ ،‬ويَحتَ ّج بثلِه جاع ٌة كالّنسائي وابنِ حِباّن ‪.‬‬

‫ع معرفةِ ( الثقات ) ‪ :‬تاريخُ البخاريّ ‪ ،‬وابنِ أب حات ‪ ،‬واب ِن‬


‫ويَنْبُو ُ‬

‫حِبّان ‪ ،‬وكتابُ ( تذيب الكمال ) ‪.‬‬

‫َفصْلٌ‬

‫سمَيْنِ ‪:‬‬
‫ج لَهُ اَلشّْيخَانِ َأوْ أَ َحدُ ُهمَا َعلَى ِق ْ‬
‫مَنْ أَخْ َر َ‬
‫أَ َح ُد ُهمَا ‪ :‬مَا ِاحَْتجّا بِ ِه فِي اَلصُولِ ‪.‬‬

‫وَثَانِيهمَا ‪ :‬مَنْ خَرّجَا لَهُ مُتَاَبعَ ًة َو َشهَادَةً وَاعْتِبَارًا ‪.‬‬

‫َفمَنْ اِحَْتجّا بِهِ َأ ْو أَ َحدُ ُهمَا ‪َ ,‬ولَ ْم ُيوَثّقْ ‪ ,‬وَل ُغمِزَ ‪َ ,‬ف ُه َو ِثقَةٌ ‪َ ,‬حدِيثُ ُه َقوِيّ ‪.‬‬

‫َومَنْ ِاحَْتجّا بِهِ َأوْ َأ َحدُ ُهمَا وَُتكَّلمُ فِيهِ ‪.‬‬

‫ج ْمهُورُ َعلَى َتوْثِيقِهِ ‪َ ,‬ف َهذَا َحدِيثُ ُه َقوِيّ أَْيضًا ‪.‬‬


‫فَتَارَةً َيكُونَ َاْلكَلمُ فِي ِه َتعَنّتًا ‪ ,‬وَاْل ُ‬

‫سمّيهَا مِنْ أَدْنَى َدرَجَاتِ‬


‫حسَنِ ‪َ ,‬الّتِي َقدْ ُن َ‬
‫وَتَارَةً َيكُونَ َاْلكَلمُ فِي َتلْيِينِهِ وَ ِحفْظِ ِه لَهُ اِعْتِبَارٌ ‪َ ,‬ف َهذَا َحدِيثُهُ ل يَْنحَطّ عَ ْن مَرْتَبَةِ َاْل َ‬
‫صحِيحِ) ‪.‬‬ ‫(اَل ّ‬

‫صحِيحَةٌ ‪.‬‬
‫ضعِيفَةٌ ‪ ,‬بَلْ َحسَنَةٌ َأوْ َ‬
‫ح ْمدِ اَللّهِ‪ -‬رَجُلٌ اِحْتَ ّج بِ ِه َالُْبخَارِيّ َأ ْو ُمسِْلمٌ فِي اَلصُولِ ‪َ ,‬و ِروَايَاُتهُ َ‬
‫َفمَا فِي "َالْكِتَابَيْنِ" ‪ِ-‬ب َ‬

‫ج لَهُ فِي‬
‫ت ‪َ ,‬ففِي ِهمْ مَنْ فِي ِحفْظِ ِه َشيْءٌ َوفِي َتوْثِيقِهِ َترَدّدٌ ‪َ ,‬فكُ ّل مَنْ خُ ّر َ‬
‫شوَا ِه ِد وَاْلمُتَاَبعَا ِ‬ ‫سلِ ٌم فِي اَل ّ‬
‫ج لَهُ َالُْبخَارِيّ َأوْ ُم ْ‬‫َومَنْ خَ ّر َ‬
‫صحِيحَيْنِ"‪َ ,‬ف َقدْ َقفَزَ َالْقَنْطَرَ َة فَل َمعْدِلَ عَنْهُ إِل بِبُرْهَا ٍن بَيّنٍ ‪.‬‬ ‫"اَل ّ‬

‫ت طَبَقات ‪ ،‬فليس مَنْ وُثّق مطلقا كمن تُكّلمَ فيه ‪ ،‬وليس من تُكلّم ف سُوءِ حفظِه واجتهادِه ف‬
‫نعم ‪ ،‬الصحيحُ مراتب ‪ ،‬والثقا ُ‬
‫ال ّطلَب ‪ ،‬كمن ضعّفوه ول من ضعّفوه و َر َووْا له كمن تركوه ‪ ،‬ول من تركوه كمن اتّهموه وكذّبوه ‪.‬‬

‫ت ف مصّنفٍ‬
‫فالترجي ُح يَدخُ ُل عند تعارُضِ الروايات ‪ .‬و َحصْرُ الثقا ِ‬

‫كالتعذّر ‪ .‬وضَبْطُ َعدَدِ الجهولي مستحيل ‪.‬‬

‫ض ّعفَ أو قيل فيه أدن شيء ‪ ،‬فهذا قد ألّفتُ فيه متصرا‬


‫فأمّا من ُ‬

‫سّيتُه بـ ( الغن ) ‪ ،‬وَبسَطتُ فيه مؤلّفا َسمّيتُه بـ (اليزان ) ‪.‬‬


‫َفصْلٌ‬

‫صحّ َح َل ُهمُ اَلتّ ْر ِمذِيّ وَابْنُ خُزَْيمَةَ ‪ُ ,‬ث ّم مَنْ َروَى لَ ُهمْ‬
‫صحِيحَيْنِ" َخلْقٌ ‪ ,‬مِْن ُهمْ مَنْ َ‬ ‫ج َلهُ ْم فِي "اَل ّ‬
‫َومِنْ اَلّثقَاتِ َاّلذِي َن َلمْ ُيخَ ّر ْ‬
‫ض ّعفْهم أَ َح ٌد ‪ ,‬وَاحَْتجّ َهؤُلءِ َاْل ُمصَنّفُونَ بِ ِروَايَِت ِهمْ ‪.‬‬
‫الّنسَاِئ ّي وَابْنُ حِبّانَ وَغَيْ ُر ُهمَا ‪ُ ,‬ثمّ َلمّ ُي َ‬

‫ق ‪ ,‬فُل ٌن شَيْ ٌخ ‪ ,‬فُل ٌن‬


‫صدْ َ‬ ‫س ‪ ,‬فُلنٌ مَحلّهُ اَل ّ‬
‫س بِ ِه بَ ْأ ٌ‬
‫س بِ ِه ‪ ,‬فُلنٌ لَيْ َ‬
‫ق ‪ ,‬فُلنٌ ل بَ ْأ َ‬
‫صدُو ٌ‬
‫ض ِهمْ فُل ٌن ِثقَةٌ ‪ ,‬فُلنٌ َ‬ ‫َوَقدْ قِي َل فِي َبعْ ِ‬
‫صدُوقٌ‬
‫حدِيثِ ‪ ,‬فُلنٌ َ‬ ‫ث فُلنٌ صَالِحُ َاْل َ‬‫حدِي ِ‬
‫َمسْتُو ٌر ‪ ,‬فُلنٌ َروَى عَنْ ُه ُشعْبَةُ َأوْ مَالِكٌ ‪َ ,‬أ ْو َيحْيَى ‪ ،‬وََأمْثَالُ َذلِكَ كَـ فُلنٌ َحسَنُ َاْل َ‬
‫‪ِ-‬إنْ شَاءَ اَللّهُ‪. -‬‬

‫صحّةِ َاْلكَامِلَةِ َاْلمُّتفَقِ َعلَْيهَا َلكِنْ‬


‫ضعِفَةً ِلحَالِ اَلشّيْخِ ‪َ ,‬ن َعمْ وَل مُ َرقِيّ ًة ِلحَدِيثِهِ ِإلَى َدرَجَةِ اَل ّ‬‫ستْ ُم ْ‬ ‫َف َهذِهِ َاْلعِبَارَاتُ ُكّلهَا جَّيدٌَة ‪ ,‬لَيْ َ‬
‫ج بِ ِه وَ َع َدمِهِ ‪.‬‬
‫ب بَيْنَ اَلحِْتجَا ِ‬‫كَثِ ٌي ِممّا َذكَرْنَا مَُتجَاذَ ٌ‬

‫ج َلهُ ْم فِي "كِتَابِهِ" ‪ ,‬فَِإنْ‬


‫س بِاْل َقوِيّ ‪ ,‬وَُيخَ ّر ُ‬
‫س بِاْل َقوِيّ ‪ ,‬وَاحْتُ ّج بِ ِه ‪ ,‬وَ َهذَا الّنسَاِئ ّي َقدْ قَا َل فِي ِعدّةٍ لَيْ َ‬
‫َوَقدْ قِي َل فِي َجمَاعَاتٍ لَيْ َ‬
‫سدٍ ‪.‬‬
‫ح ُمفْ ِ‬ ‫َق ْولَنَا (لَيْسَ بِالْ َقوِيّ) لَيْسَ ِبجَ ْر ٍ‬

‫ج ِإلَى َورَعٍ تَامّ ‪ ,‬وَبَرَاءَةٍ مِنَ َاْل َهوَى وَاْلمَيْ ِل ‪ ,‬وَخِبْرَةٍ كَا ِملَةٍ بِاْلحَدِيثِ ‪ ,‬وَ ِعَللِهِ ‪َ ,‬ورِجَالِهِ ‪.‬‬
‫وَاْلكَلمُ فِي اَل ّروَا ِة َيحْتَا ُ‬

‫ُثمّ َنحْ ُن َنفَْتقِرُ ِإلَى َتحْرِي ِر عِبَارَاتِ اَلّت ْعدِيل وَاْلجَ ْرحِ َومَا بَيْنَ َذلِكَ مِنْ َاْلعِبَارَاتِ َاْلمَُتجَاذَبَةِ ‪.‬‬

‫صدِهِ ‪ِ ,‬بعِبَارَاتِهِ َاْلكَثِيَةِ ‪.‬‬


‫جهِْبذِ ‪ ,‬وَاصْطِلحِ ِه ‪َ ,‬و َمقَا ِ‬
‫ك َأنْ َن ْعلَ َم بِالسِْتقْرَاءِ اَلتّامّ ُع ْرفَ َذلِكَ ا ِلمَامِ َاْل ِ‬
‫ُثمّ أَ َه ّم مِنْ َذلِ َ‬

‫أما قولُ البخاري ‪( :‬سكتوا عنه) ‪ ،‬فظاهِرُها أنم ما تعرّضوا له بَرْح ول تعديل ‪ ،‬و َعلِمنا مقصدَه با بالستقراء ‪ :‬أنا بعن‬
‫تركوه ‪.‬‬

‫ضعِيفِ) ‪.‬‬
‫س بِِثقَةٍ ‪َ ,‬ف ُهوَ عِْندُهُ َأ ْسوَأُ حَا ًل مِنْ (اَل ّ‬
‫وَ َكذَا عَادَتُهُ إِذَا قَالَ (فِيهِ نَ َظرٌ) ‪ِ ,‬ب َمعْنَى أَنّ ُه مُّت َهمٌ َأ ْو لَيْ َ‬

‫س بِاْل َقوِيّ) ‪ ,‬يُرِي ُد ِبهَا َأنّ َهذَا اَلشّيْ َخ َلمْ يَْبُلغْ َدرَجَةَ َالْ َقوِيّ اَلثَّبتِ ‪ ,‬وَالُْبخَارِيّ َق ْد يُ ْطلِقُ َعلَى‬
‫وَبِالسِْتقْرَا ِء إِذَا قَا َل أَبُو حَاِتمٍ (لَيْ َ‬
‫ضعِيفٌ ‪.‬‬ ‫س بِاْل َقوِيّ) ‪ ,‬وَيُرِيدُ أَنّهُ َ‬ ‫اَلشّيْ ِخ (لَيْ َ‬

‫جبُ ِحكَايَ ُة َاْلجَ ْرحِ وَالّت ْعدِيلِ ‪َ ،‬فمِْن ُهمْ مَ ْن َنفَسُهُ حَا ّد فِي َاْلجَ ْرحِ ‪َ ,‬ومِْن ُهمْ مَنْ ُه َو مُعَْتدِ ٌل ‪ ,‬وَمِْن ُهمْ مَنْ ُهوَ‬
‫َومِنْ َث ّم قِيلَ ‪َ :‬ت ِ‬
‫مَُتسَاهِلٌ ‪.‬‬
‫ش ‪ ,‬وَغَيْرُ ُهمْ ‪.‬‬
‫فَاْلحَادّ ‪ :‬فِي ِه ْم َيحْيَى بْ ُن َسعِي ٍد ‪ ,‬وَابْ ُن مَ ِعيٍ ‪َ ,‬وأَبُو حَاِت ٍم ‪ ,‬وَابْنُ خِرَا ٍ‬

‫وَاْلمُعَْتدِلُ ‪ :‬فِي ِهمْ َأ ْح َمدُ بْنُ حَنْبَ ٍل ‪ ,‬وَالُْبخَارِيّ ‪َ ,‬وأَبُو ُزرْعَةَ ‪.‬‬

‫ي ‪ ,‬وَاْلحَا ِك ِم ‪ ,‬وَاَلدّارَقُطِْن ّي فِي َبعْضِ ا َل ْوقَاتِ ‪.‬‬


‫وَاْلمَُتسَاهِلُ ‪ :‬كَاَلتّ ْر ِمذِ ّ‬

‫صمَ ُة لِلنْبِيَاءِ‬
‫ك ‪ ,‬وَاْلعِ ْ‬
‫َوَقدْ َيكُونُ َنفْسُ ا ِلمَامِ ‪ -‬فِيمَا وَافَ َق َمذْهَبَهُ ‪َ ,‬أوْ فِي حَالِ شَْيخِ ِه ‪َ -‬ألْ َطفَ مِنْ ُه فِيمَا كَانَ ِبخِلفِ َذلِ َ‬
‫ي وَ ُحكّامِ َالْ ِقسْطِ ‪.‬‬
‫صدّي ِق َ‬
‫وَال ّ‬

‫ظٍ مِنَ اَللّهِ ‪َ-‬تعَالَى‪َ , -‬لمْ َيجَْت ِمعْ ُعلَمَاؤُهُ َعلَى ضَللَةٍ ‪ ,‬ل َع ْمدًا وَل خَطًَأ ‪ ,‬فَل َيجَْت ِمعُ اِثْنَانِ َعلَى‬ ‫َولَكِنّ َهذَا اَلدّي َن ُمؤَّيدٌ َمحْفُو ٌ‬
‫سبِ‬ ‫حَ‬‫ض ْعفِ ‪ ,‬وَاْلحَا ِك ُم مِْن ُهمْ يََت َكّلمُ ِب َ‬
‫ف ِثقَةٍ وَإِّنمَا َي َقعُ اِخْتِلُف ُهمْ فِي مَرَاِتبِ َالْ ُقوّةِ َأ ْو مَرَاِتبِ اَل ّ‬ ‫ضعِي ِ‬ ‫ضعِيفٍ ‪ ,‬وَل َعلَى َت ْ‬ ‫َتوْثِيقِ َ‬
‫اِجِْتهَادِ ِه َوُقوّةِ َمعَا ِرفِهِ ‪ ,‬فَِإنْ ُق ّدرَ خَ َطؤُهُ فِي َن ْقدِهِ َفلَهُ أَجْ ٌر وَا ِحدٌ ‪ ,‬وَاَللّهُ َاْلمُ َوفّقُ ‪.‬‬

‫وَ َهذَا فِيمَا إِذَا َت َكلّمُوا فِي َنقْ ِد شَيْ ٍخ َورَدَ َشيْ ٌء فِي ِحفْظِهِ وَ َغلَطِ ِه ‪ ،‬فَِإنْ كَانَ كَل ُم ُهمْ فِي ِه مِنْ وِ ْجهَ ِة ُمعْتَ َقدِهِ ‪َ ,‬ف ُهوَ َعلَى مَرَاِتبَ ‪:‬‬

‫َفمِْن ُهمْ ‪ :‬مَنْ ِبدْعَُتهُ َغلِيظَةٌ ‪.‬‬

‫َومِْنهُ ْم ‪ :‬مَنْ ِبدْعَتُهُ دُونَ َذلِكَ ‪.‬‬

‫َومِْنهُمْ ‪ :‬اَلدّاعِي ِإلَى ِبدْعَتِهِ ‪.‬‬

‫َومِْنهُمْ ‪َ :‬اْلكَافّ ‪َ ,‬ومَا بَيْنَ َذلِكَ ‪.‬‬

‫ظ وَالدّ ْعوَةَ ُتجُّنبُ ا َل ْخذُ عَنْهُ ‪.‬‬


‫َفمَتَى َج َمعَ َاْلغِلَ َ‬

‫َومَتَى َج َمعَ َاْلخِفّ َة وَاْل َكفّ َأ َخذُوا عَنْ ُه َوقَِبلُوهُ ‪.‬‬

‫ج ْهمِيّةِ ‪ ,‬وَالرّاِفضَةِ ‪.‬‬


‫خوَا ِرجِ ‪ ,‬وَاْل َ‬
‫فَاْلغِلَظُ َكغُلةِ َاْل َ‬

‫خفّةُ كَالّتشَّيعِ وَا ِلرْجَاءِ ‪.‬‬


‫وَاْل ِ‬

‫ب َنصْرًا لِرَأْيِ ِه ‪ ،‬كالطّاِبيّةِ فَبِا َل ْولَى رَدّ َحدِيثِهِ ‪.‬‬


‫وََأمّا مَنِ ِاسَْتحَلّ َاْلكَذِ َ‬

‫ت َت ْكفِيَ َالَْبعْضِ ِللَْبعْضِ ‪َ ,‬أوْ اَلتّْبدِي َع ‪ ,‬وََأوْجََبتْ َاْلعَصَبِيّ َة ‪ ,‬وََنشَأَ مِنْ َذلِكَ اَل ّطعْنُ بِالّت ْكفِيِ‬ ‫قَا َل شَْيخُنَا اِبْ ُن وَ ْهبٍ ‪َ :‬اْلعَقَاِئدُ َأوْجََب ْ‬
‫وَالتّْبدِي ِع ‪ ,‬وَ ُهوَ كَثِ ٌي فِي اَلطَّبقَةِ َاْلمَُت َوسّطَةِ مِنَ َاْلمَُت َقدّ ِميَ ‪.‬‬
‫ب فِي اَل ّروَايَةِ ‪ ,‬وَل ُن َكفّرُ َأهْلَ َاْلقِبْلَةِ إِل ِبإِْنكَارِ مَُتوَاتِ ٍر مِنْ اَلشّرِيعَ ِة َفإِذَا ِاعْتَبَرْنَا َذلِكَ ‪،‬‬
‫وََاّلذِي َتقَ ّررَ ِعْندَنَا أَنّهُ ل ُتعْتَبَرُ َاْل َمذَا ِه ُ‬
‫ط وَالّتقْوَى َفقَدْ َحصَلَ ُمعَْت َمدُ اَل ّروَايَ ِة ‪ .‬وَ َهذَا َمذْ َهبُ اَلشّافِ ِعيّ رضي ال عنه َحْيثُ َيقُولُ ‪َ :‬أقْبَ ُل َشهَادَةَ‬ ‫وَاْنضَمّ ِإلَيْهِ َاْل َورَعُ وَالضّبْ ُ‬
‫أَهْلِ الَ ْهوَا ِء إِل الطّابِيّ َة مِنْ اَل ّروَافِضِ ‪.‬‬

‫شهَادَ ِة بِالّت ْهمَةِ ‪َ ,‬لمْ َيقْبَ ْل ‪ ,‬وَمَنْ كَانَ دَاعِيَةً‬ ‫ع فِيمَا ُيؤَّيدُ ِبهِ َمذْهَبَهُ ? َفمَ ْن رَأَى رَدّ اَل ّ‬ ‫قَا َل شَْيخُنَا ‪ :‬وَهَ ْل ُتقْبَلُ ِروَايَةُ َاْلمُبَْتدِ ِ‬
‫مَُتجَاهِرًا بِِبدْعَتِ ِه ‪َ ,‬فلْيُتْ َركْ إِهَانَ ًة لَ ُه ‪ ,‬وَإِ ْخمَادًا لِ َمذْهَبِهِ ‪ ,‬اَلّل ُهمّ إِل َأنْ َيكُونَ عِْندَهُ أَثَ ٌر َتفَرّ َد بِ ِه ‪ ,‬فَُنقَ ّدمُ َسمَاعَهُ مِنْ ُه ‪.‬‬

‫ت َتوْثِيقَ َاْل َمجْرُوحِ مِنْ‬


‫ك اِْنحِرَافُ َاْلجَا ِرحِ ‪َ ,‬ووَ َجدْ َ‬ ‫ح َمعَ مَنْ َت َكّلمَ فِي ِه بِاعْتِبَارِ ا َل ْهوَا ِء ‪ ,‬فَِإنْ لحَ لَ َ‬ ‫يَنَْبغِي َأنّ تُُت َف ّقدَ حَا ُل َاْلجَا ِر ِ‬
‫جدْ َتوْثِي َق َالْ َم ْغمُوزِ فََتَأنّ وَتَ َرفّقْ ‪.‬‬
‫ف وَِبغَمْزِهِ َاْلمُْب َهمِ ‪ ,‬وَِإنْ َل ْم َت ِ‬
‫حفِلْ بِالْمُْنحَ ِر ِ‬
‫ِجهَ ٍة أُخْرَى ‪ ,‬فَل َت ْ‬

‫ص ّوفَةِ وََأهْلِ َاْلعِ ْلمِ اَلظّاهِ ِر ‪َ ,‬فقَ ْد َوَقعَ بَيَْن ُه ْم تَنَافُرٌ‬


‫ب ‪-‬رَ ِحمَهُ اَللّهُ‪َ : -‬ومِنْ َذلِكَ اَلخْتِلفُ َاْلوَاِقعُ بَيْنَ َاْلمَُت َ‬
‫قَا َل شَْيخُنَا ابْ ُن وَ ْه ٍ‬
‫ض ِهمْ فِي َبعْضٍ ‪.‬‬
‫َأوْ َجبَ كَل َم َبعْ ِ‬

‫ع ‪ ,‬فَِإنّ كَثِيًا مِنْ أَ ْحوَا ِل‬ ‫ك فِي َاْلعِ ْلمِ بِالْفُرُو ِ‬


‫شوَا ِهدِ اَلشّرِيعَةِ ‪ ,‬وَل أَ ْحصُرُ َذلِ َ‬ ‫خلُصُ مِْنهَا إِل َالْعَاِلمُ َاْلوَافِي ِب َ‬ ‫وَ َهذِهِ َغمْرَةٌ ل َي ْ‬
‫ح ّقيَ مِنْ اَلصّوفِيّةِ ‪ ،‬ل َيفِي بَِتمْيِيزِ َحقّ ِه مِنْ بَاطِلِهِ ِع ْلمُ َاْلفُرُوعِ ‪ ,‬بَلْ ل ُب ّد مِنْ َمعْ ِرفَةِ َاْل َقوَا ِعدِ اَلصُولِيّةِ ‪ ,‬وَالّتمْيِي ُز بَيْنَ َاْلوَا ِجبِ‬ ‫َالْ ُم ِ‬
‫ل وَاْلمُسَْتحِيلِ عَادَ ًة ‪.‬‬ ‫وَاْلجَائِ ِز ‪ ,‬وَاْل ُمسَْتحِيلِ َعقْ ً‬

‫ح فِي ُمحِقّ اَلصّوفِيّةِ ‪ ,‬دَاخِ ٌل فِي َحدِيثِ ( مَنْ عَادَى لِي َولِيّا َف َقدْ بَا َرزَنِي بِاْل ُمحَارَبَةِ ) ‪ ،‬وَالتّا ِركُ‬ ‫وَ ُه َو مَقَامٌ خَطِرٌ ‪ ,‬إِذِ َاْلقَا ِد ُ‬
‫ض ِهمْ تَارِ ٌك لِلمْرِ بِاْلمَعْرُوفِ وَالّن ْهيِ عَنْ َاْلمُْنكَرِ‪.‬‬
‫لْنكَارِ َالْبَاطِ ِل ِممّا َس ِمعَهُ مِ ْن َبعْ ِ‬

‫جهْلِ ِبمَرَاِتبِ َالْ ُعلُو ِم ‪ ,‬فَُيحْتَاجُ ِإلَيْ ِه فِي َالْمُتََأخّرِينَ أَ ْكثَرَ ‪َ ,‬ف َقدْ اِنَْتشَرَتْ ُعلُومٌ لِلوَائِلِ ‪َ ,‬وفِيهَا حَقّ‬
‫َومِنْ َذلِكَ َاْلكَلمِ ِبسََببِ َاْل َ‬
‫ت وََأ ْحكَام الّنجُومِ ‪.‬‬ ‫ت وَكَثِ ٍي مِنْ ا ِلَلهِيّا ِ‬ ‫كَاْلحِسَابِ وَاْلهَنْ َدسَ ِة وَال ّطبّ ‪ ,‬وَبَاطِلٌ كَاْلقَوْ ِل فِي اَلطّبِيعِيّا ِ‬

‫س ِبكَافِرٍ ‪َ ,‬أ ْو َيقْبَ ُل رِوَايَ َة َاْلكَافِرِ ‪.‬‬


‫فََيحْتَاجُ َاْلقَا ِدحُ َأنْ َيكُونَ ُممَيّزًا بَيْنَ َاْلحَ ّق وَالْبَاطِلِ ‪ ,‬فَل ُيكَفّ ُر مَنْ لَيْ َ‬

‫ث ) ‪ ،‬فَل ُبدّ‬ ‫خّلفُ ‪ ،‬قَا َل ‪ ( r‬اَلظّنّ َأ ْكذَبُ َاْل َ‬


‫حدِي ِ‬ ‫ع وَالَ ْخ ِذ بِالّتوَ ّه ِم وَاْلقَرَائِنِ َالّتِي َق ْد تََت َ‬‫خلَلُ َاْلوَاِقعُ ِبسََببِ َع َدمِ َاْل َورَ ِ‬
‫َومِنْهُ َاْل َ‬
‫ط فِي َاْلمُزَ ّكيَ عَ ُظمَ خَطَرُ َاْلجَ ْرحِ وَالّت ْعدِيلِ ‪.‬‬ ‫ع َهذِهِ اَلشّرَائِ ِ‬ ‫صعُوبَة اِجِْتمَا ِ‬ ‫ح َفلِ ُ‬
‫مِنْ َاْلعِ ْلمِ وَالتّ ْقوَى فِي َاْلجَ ْر ِ‬
‫ف وَالْمُخَْتلِفُ‬
‫‪ -24‬اَْل ُمؤْتَلِ ُ‬

‫ح ّمدِ بْنِ عَبَادَةَ‬


‫ش اَلصّْنعَاِنيّ ‪َ ,‬و ُم َ‬
‫حمِ ‪ ,‬وَابْنِ أَتَ ٍ‬
‫فَ ّن وَا ِس ٌع ُمهِ ّم ‪ ,‬وَأَ َهمّ ُه مَا َتكَ ّررَ وَكَثُ َر ‪َ ,‬وَقدْ َيْندُرُ كََأ ْج َمدَ بْنِ ُعجْيَا َن ‪ ،‬وَآبِي اَللّ ْ‬
‫ث بْ ِن ُمحَرّرٍ ‪َ ,‬واَللّهُ َأ ْعلَمَ ‪.‬‬
‫جلِ ّي ‪َ ,‬و ُمحَ ّمدِ بْ ِن حُبّانَ َالْبَا ِهِليّ و ُشعَي ِ‬
‫َاْلوَاسِ ِطيّ َاْل ِع ْ‬

También podría gustarte